يقول المثل أن العيون هي نافذة الروح فغالبًا ما يكون لون العين هو أول ما يلاحظه أي شخص في شخص يقابله، وهناك مجموعة من الألوان الملفتة للنظر، بعضها مثل اللون الأزرق، يسعى إليه الكثيرون بسبب جاذبيته الشهيرة.
ثم هناك الألوان النادرة مثل اللون الأخضر، الذي يمتلكه 2% فقط من سكان العالم، ومع ذل هناك لون أكثر ندرة وهو لون غير موجود تمامًا اليوم ولكن كان لدى جميع البشر القدماء وهو اللون الأسود، بحسب ما نشرت صحيفة “ديلي إكسبريس” البريطانية.
وبالرجوع بالزمن إلى ما لا يقل عن 250 ألف سنة مضت، وكانت العيون السوداء والبنية الداكنة للغاية هي اللون السائد، عندما نشأ البشر في القرن الأفريقي، تم التعبير عن OCA2، وهو الجين المعروف باسم بروتين P الذي ينقل نوعًا معينًا من البروتين الذي ينتج صبغة تسمى الميلانين، بمستويات عالية.
وكعملية تطورية، كان أصحاب البشرة الداكنة أقل عرضة لحروق الشمس أو الإصابة بأمراض جلدية ضارة، مما ساعد على بقاء البشر القدماء على قيد الحياة في المناخ الاستوائي المشمس في وسط أفريقيا.
وعندما بدأ البشر بالهجرة خارج أفريقيا، منذ ما بين 50.000 إلى 70.000 سنة مضت، بدأت العمليات البيولوجية التي أدت إلى زيادة إنتاج الميلانين في التلاشي تدريجياً، وعندما اندفعوا إلى أقصى الشمال، إلى أوروبا، وجدت آلاف السنين من التطور أن الحصول على بشرة فاتحة كان أكثر فائدة في أرض يكون فيها ضوء الشمس أقل مما هو عليه في أفريقيا.
ساعدت البشرة الفاتحة على امتصاص المزيد من فيتامين د من أشعة الشمس، مما يؤدي إلى إنتاج كمية أقل من الميلانين في الجسم مما يؤثر على كيفية تحور لون العين، ومن هنا ظهرت إلى الوجود مجموعة من الألوان المختلفة، وخاصة اللون الأزرق، الذي يُعتقد أنه ظهر لأول مرة على طول البحر الأسود.
على الرغم من أن التطور قد أخذ مجراه، إلا أن ملايين الأشخاص لا يزال لديهم جين OCA2 في أنظمتهم، أي حوالي شخص واحد من كل 36000 أوروبي أبيض، وشخص واحد من كل 3900 إلى 10000 أفريقي.
يعتقد العلماء أن وجود عيون زرقاء قد يساعد في تنظيم إيقاعات الساعة البيولوجية الساعة الداخلية للجسم على مدار 24 ساعة، مما يجعلها مفيدة بشكل خاص في خطوط العرض العليا حيث تختلف ساعات ضوء الشمس بشكل كبير مع اختلاف الفصول.
على الرغم من أن ذلك لن يخدم التطور بأي شكل من الأشكال، فمع تزايد تنوع البشر واستقرارهم في أماكن بعيدة عن موطنهم الأصلي، يمكن أن تظهر ألوان عيون جديدة.