قالت صحيفة إسرائيل اليوم الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعمل على “تحقيق التهجير الطوعي لسكان قطاع غزة إلى دول أخرى”.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات لنتنياهو بهذا الشأن جاءت ردا على النائب من حزب الليكود داني دانون عضو لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، خلال اجتماع اليوم الاثنين عقدته كتلة الحزب الذي يتزعمه نتنياهو حيث قال “مشكلتنا هي الدول المستعدة لاستيعاب اللاجئين، ونحن نعمل على حلها”.
وبدوره، قال داني دانون إن “العالم يناقش هذا الأمر بالفعل، وزير الهجرة الكندي تحدث عن هذه الأمور علنا، وكذلك فعلت نيكي هيلي (مرشحة جمهورية محتملة للرئاسة الأميركية)”.
واقترح دانون “تشكيل فريق في دولة إسرائيل يعتني بهذه القضية ويتأكد من أن كل من يريد مغادرة غزة إلى دولة ثالثة يمكنه القيام بذلك”، موضحا “يجب أن يكون هذا منظما، لما له من أهمية إستراتيجية لليوم التالي للحرب”.
ووفقا للصحيفة، فقد رد نتنياهو على دانون “نحن نعمل على ذلك”.
مقترحات سابقة
وكان دانون قد نشر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مقالا في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، بالمشاركة مع رام بن باراك الذي ينتمي لحزب يش عتيد، دعوا فيه إلى ما وصفاه بـ”إجلاء طوعي لعرب غزة إلى دول العالم”، وكتبا أن “المنظمات الدولية يمكن أن تلعب دوراً مركزياً في نقل سكان غزة الذين يرغبون بالقيام بذلك إلى البلدان التي توافق على استقبالهم”، معتبرين أنه “حتى عدد أولي صغير نسبيا يبلغ 10 آلاف من سكان غزة لكل دولة مستقبلة، سيخفف بشكل كبير من معاناة السكان ويحسن الوضع في غزة”، على حد قولهما.
واعتبر بن باراك، في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية في الشهر ذاته أنه “إذا كان كل سكان غزة لاجئين، فتعالوا نوزعهم في العالم، هناك 2.5 مليون شخص. كل دولة من بين 100 دولة تستوعب 20 ألف شخص. هذا إنساني ومطلوب، فهم أصلا لاجئون. أن يكون الشخص لاجئا في كندا أفضل من أن يكون لاجئا في غزة”.
وقد كشف في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عن وثيقة داخلية لوزارة الاستخبارات الإسرائيلية بخطة لتهجير سكان غزة إلى سيناء عقب انتهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى في السابع من الشهر الجاري.
وتشير هذه الوثيقة إلى إقامة منطقة محصنة لا يمكن للسكان الذين يتم إجلاؤهم العودة إلى القطاع. كما تدعو إلى إيجاد تعاون مع أكبر عدد ممكن من الدول حتى تتمكن من استقبال الفلسطينيين المهجرين من غزة.
برنامج كندي مريب
وكان وزير الهجرة الكندي مارك ميلر قد أعلن الخميس الماضي أن بلاده ستطلق اعتبارا من يناير/كانون الثاني المقبل برنامجاً للهجرة، يتيح لسكان قطاع غزة الذين لديهم أقارب كنديون أن يتقدّموا بطلب للحصول على تأشيرة مؤقتة.
وقال الوزير للصحفيين إن حكومة رئيس الوزراء جاستن ترودو ستمنح تصريح إقامة مؤقتة لمدة 3 سنوات لكل شخص يرغب بمغادرة قطاع غزة وتربطه علاقة قرابة عائلية بمواطن كندي، سواء كانوا من الأصول أو الفروع أو من الأزواج.
وأضاف “نحن نعلم أن العديد من الكنديين قلقون بشأن سلامة أحبائهم في غزة، ولهذا السبب نعلن عن إجراءات هجرة مؤقتة”، معترفاً بأنه في الوقت الحالي “من الصعب للغاية الخروج من غزة”.
وقد أثار هذا الإعلان الريبة من مساعي تهجير أهل غزة، وإفراغ القطاع من سكانه على أساس عرقي، بما يتلاءم مع المخططات الإسرائيلية، خصوصا أن عضو الكنيست بن باراك سارع للترحيب بالإعلان، كاتباً في تعليق على وسائل التواصل “أحيي وزير الهجرة الكندي على استعداده لاستيعاب لاجئين فلسطينيين من غزة”.
وفي الفترة الماضية تمكن أكثر من 600 كندي ومقيم دائم في كندا من مغادرة قطاع غزة عبر معبر رفح.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلفت نحو 20 ألفا و674 قتيلا، و54 ألفا و536 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية.