ورد عن آداب الاستئذان في الإسلام، أن رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: «إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلاَثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ». متفق عليه.
آداب الاستئذان في الإسلام
وقالت دار الإفتاء المصرية، إنه يجب أن يستأذن قبل زيارته لأحد أقاربه أو أصدقائه، وأن يُعلِمَهم قبل الزيارة بأي وسيلة كانت حتى يستعدَّ أهلُ البيت، ويجب عند الزيارة إلقاء السلام على أهل البيت عند الاستئذان للدخول، ويُعرِّف بنفسه واسمه حتى يُأذَنَ له بالدخول.
وأشارت إلى أنه ينبغي ترك الزيارة والرجوع عنها إذا كانت هناك ظروف تمنع أهل البيت من استقباله، وينبغي ألَّا يطيلَ من وقت الزيارة، ولا يكرّرها كثيرًا؛ حتى لا يملَّ أهلُ البيت منه
وقالت دار الإفتاء، إن صلة الأرحام وزيارة الأقارب والأصدقاء مما حث عليه الشرع الشريف، وجعل لذلك آدابًا للزائر يجب عليه أن يتحلى بها، فينبغي عليه أن يحسن اختيار الوقت المناسب للزيارة؛ فلا يكون في وقت راحةٍ أو انشغالٍ لأهل البيت ونحو ذلك.
وأشارت دار الإفتاء، إلى أنه يجب على الزائر حسن اختيار الوقت المناسب للزيارة ؛ فلا يكون في وقت راحة أو انشغال لأهل البيت ونحو ذلك، فإن لم يأذن له أهل البيت بالزيارة فليرجع عنها ، ولا كراهة في ذلك؛ فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الِاسْتِئْذَانُ ثَلَاثٌ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ، وَإِلَّا فَارْجِعْ».
آداب دخول المنزل
وأوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، أن إلقاء السلام عند دخول البيت سواء وجد أحد فيه أو لم يوجد من الأمور المستحب فعلها شرعًا.
ونقلت «اللجنة» في إجابته عن سؤال: «ما حكم إلقاء السلام عند دخول البيت.. وماذا يقال إذا لم يوجد به أحد؟» قول الإمام النووي – رحمه الله- في كتابه “الأذكار” «يستحب أن يقول: بسم الله، وأن يكثر من ذكر الله تعالى، وأن يسلم سواء كان في البيت آدمي أم لا؛ لقول الله – تعالى- : «فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَة النور»، (سورة النور: الآية 61).
ولفتت إلى أنه قد ثبت عن الصحابة إلقاء السلام على البيت غير المسكون، مستشهدًا بما روى البخاري في “الأدب المفرد” عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: «إذا دخل البيت غير المسكون فليقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين».
وعرضت ما ذكره القرطبي – رحمه الله – في ذلك: “والأوجه أن يقال: إن هذا عام في دخول كل بيت، فإن كان فيه ساكن مسلم يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وإن لم يكن فيه ساكن يقول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين”.
الحكمة من الاستئذان
وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ اطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْ جُحْرٍ فِي حُجَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرًى يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ فَقَالَ “لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُ لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ إِنَّمَا جُعِلَ الِاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ” رواه البخارى .. كتاب الاستئذان.
يعلمنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى هذا الحديث أدبًا من آداب الاستئذان فإن رسول الله يحب امته ودائما ما ينصحهم بما يضمن لهم حقوقهم ويحقق لهم السعادة والطمأنينة وأقل هذه الحقوق هو أن يكون الإنسان مطمئنا أن لا أحدًا يستطيع الاطلاع على عورات البيوت فلهذا كان الرسول يأمرنا بالاستئذان قبل الدخول.
معنى الحديث: نظر رجل – قيل هو الحكيم بن أبى العاص بن أمية- من ثقب مستدير فى حجرة النبى (صلى الله عليه وسلم) وكان النبى معه حديدة يحك بها رأسه فهى شئ يكون مع الماشطة اسمها “المدرى” فقال له الرسول لو أعمل انك تنظر لطعنتك بالمدرى فى عينك التى تنظر بها على عوارت البيوت فلقد شرع الاستئذان قبل الدخول من أجل ألا يقع النظر على أهل البيت ويطالع أحوالهم.
ما يستفاد من هذا الحديث الشريف أن النظرة الواحدة قد تجعل الإنسان من المنتهكين لحرمات البيوت.