في ظاهرة فلكية مثيرة، ستشهد السماء في الوطن العربي ظهور القمر البدر الأخير لهذا العام 2023. سيكون القمر مرئياً طوال الليل وسيسلك مساراً يحاكي موقع شمس يونيو، حيث سيشرق من الأفق الشمال الشرقي مع غروب الشمس.
ووفقًا للجمعية الفلكية بجدة، سيأخذ القمر البدر دور الشمس في منتصف الليل في يونيو، حيث سيظل يدور حول السماء في المناطق القريبة من الدائرة القطبية الشمالية، وسيحدث العكس في المناطق الجنوبية البعيدة، حيث سيظل القمر البدر مرئياً حتى الأفق مثلما يحدث مع الشمس في يونيو تماماً.
ستلاحظ أن القمر سيبدو بحجم ظاهري كبير عندما يشرق ويكون قريبًا من الأفق، وقد يكون لونه برتقاليًا. ومع ارتفاعه في السماء، سيعود حجمه إلى الصغر العادي. يجب أن نلاحظ أن هذا مجرد وهم بصري يحدث في منتصف كل شهر قمري.
تفسر الألوان البرتقالية التي يمكن أن يظهر بها القمر أثناء شروقه نتيجة لتأثير الغلاف الجوي للأرض. يقوم الغلاف الجوي بتشتيت الألوان المنعكسة عن القمر، حيث يتشتت الضوء ذو الطول الموجي القصير ويظل الضوء ذو الطول الموجي الطويل، وهو اللون الأحمر، يصل إلى أعيننا. هذا هو نفس السبب الذي يجعلنا نرى الشمس الغاربة بلون ضارب للحمرة.
القمر بدراً طوال الليل ولكن علمياً نطلق تسمية القمر البدر عند اللحظة التي يكون القمر بزاوية 180 درجة من الشمس والتي ستحدث صبيحة الأربعاء 27 ديسمبر عند الساعه 03:33 صباحاً بتوقيت مكة (12:33 صباحاً بتوقيت غرينتش) ويكون القمر اكمل نصف مدارة حول الأرض هذا الشهر.
يعتبر هذا التوقيت من الشهر مثالياً لرؤية الفوهات المشعة على سطح القمر من خلال المنظار أو تلسكوب صغير خلافا لبقية التضاريس التي تبدو مسطحة نتيجة لوقوع كامل القمر في نور الشمس تلك الفوهات المشعة عبارة عن رواسب لمواد عاكسة ساطعة تمتد من مركز الفوهات نحو الخارج لمئات الكيلومترات ويعتقد بأن تلك الفوهات حديثة التكوين وتعتبر فوهه “تيخو” اكثر الفوهات اشعاعا.
خلال الليالي المقبلة سيشرق القمر متأخراً بحوالي الساعة كل يوم و بعد بضعة أيام سيكون مشاهداً فقط في سماء الفجر والصباح الباكر وفي ذلك الوقت يصل إلى مرحلة التربيع الأخير بعد أسبوع من طور البدر.