أعلن حزب الله اللبناني استهداف مستوطنات وتجمعات لجنود إسرائيليين في كريات شمونة بالجليل الأعلى، ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وفي حين هاجمت قوات الاحتلال مناطق بجنوب لبنان، شدد عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس على أن الوضع على الحدود مع لبنان يجب أن يتغير وأن وقت الدبلوماسية ينفد.
وأفاد مراسل الجزيرة بإطلاق أكثر من 80 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه مواقع وتجمعات إسرائيلية في مزارع شبعا والجليلين الأعلى والغربي.
وقال حزب الله -في بيانات منفصلة- إن عناصره استهدفوا مستعمرة كريات شمونة (شمالي إسرائيل) بـ30 صاروخ كاتيوشا ردا على استهداف إسرائيل لمنازل المدنيين في بلدة بنت جبيل، جنوبي لبنان.
وأشارت بيانات الحزب إلى أنه هاجم أيضا قوة خاصة في موقع الضهيرة، وتجمعا قياديا في محيط الموقع البحري في رأس الناقورة.
وأفاد مراسل الجزيرة بإصابة مبنيين في كريات شمونة بالجليل الأعلى بقذائف مضادة للدروع أطلقت من جنوب لبنان.
كما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنه تم رصد إطلاق 10 صواريخ تجاه كريات شمونة، أصاب بعضها عددا من المنازل بشكل مباشر.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن حزب الله أطلق صواريخ على رأس الناقورة خلال وجود وزير الخارجية إيلي كوهين وعدد من السفراء بالشمال.
مزارع شبعا
وفي السياق، أضاف حزب الله أنه نفذ هجوما بالمسيّرات الهجومية والانتحارية والأسلحة الصاروخية والمدفعية على تجمعات جنود إسرائيليين وآلياتهم خلف مواقعه، في مزارع شبعا. وأوضح أنه أوقع في التجمعات إصابات مؤكدة.
وفي بيان آخر، أشار حزب الله إلى أن عناصره استهدفت موقع خربة ماعر (مستوطنة قبالة بلدة البستان اللبنانية)، ومرابض المدفعية فيه، وتموضع القوات الإسرائيلية حوله، بصواريخ بركان، وحققت إصابات مؤكدة.
وفي وقت سابق من مساء الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي سقوط 3 طائرات دون طيار تم إطلاقها من جنوب لبنان نحو مزارع شبعا، لافتا إلى أن قواته هاجمت مصادر إطلاق النار ومناطق أخرى داخل الأراضي اللبنانية.
3 قتلى
وليلة الأربعاء، قُتل 3 أشخاص -أحدهم ينتمي لحزب الله- وجرح آخر، إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا، في بنت جبيل.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن “الطائرات الحربية المعادية أغارت قبيل منتصف الليل على منزل وسط مدينة بنت جبيل” الواقعة على مسافة حوالي كيلومترين من الحدود مع إسرائيل ما أدى إلى “استشهاد 3 من أبناء المدينة وجرح آخر”.
من جهته، أصدر حزب الله بيانا قال فيه “بمزيد من الفخر والاعتزاز، تزف المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد علي أحمد بزي قاسم من مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيدا على طريق القدس”.
وقال أحد أقارب القتيل علي بزي إن شقيقه إبراهيم الذي قتل مع زوجته يحمل الجنسية الأسترالية وقد عاد إلى لبنان قبل أسبوع.
غانتس يتوعد
من ناحية أخرى، قال عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إن “الوضع على الحدود الشمالية لإسرائيل يحتاج إلى التغيير”.
وتابع “وقت الحل الدبلوماسي بدأ ينفد، وإذا لم يتحرك العالم والحكومة اللبنانية من أجل منع إطلاق النار على سكان شمال إسرائيل وإبعاد حزب الله عن الحدود، سيفعل الجيش الإسرائيلي ذلك”.
وأسفر التصعيد عند الحدود الإسرائيلية اللبنانية تزامنا مع اندلاع الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن مقتل نحو 160 شخصا على الأقل في لبنان بينهم أكثر من 110 مقاتلين من حزب الله و17 مدنيا على الأقل بينهم 3 صحفيين.
وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل 13 شخصا على الأقل بينهم 9 جنود. وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء إصابة 9 جنود ومدني في شمال إسرائيل جراء صواريخ أطلقها حزب الله.
ومع تصاعد القصف المتبادل على الحدود اللبنانية، قررت قوات الاحتلال الإسرائيلي إخلاء جميع المناطق الحدودية في نطاق 3 كيلومترات من الحدود اللبنانية، بسبب عمليات إطلاق الصواريخ التي يشنها حزب الله باتجاه شمال إسرائيل، مما أدى إلى إيواء أكثر من 70 ألف إسرائيلي في الفنادق.
ومنذ اندلاع المواجهة، تعرضت نحو 91 قرية في جنوب لبنان لنحو 1768 هجوما، وسجلت القرى الحدودية والجنوبية نزوح أكثر من 64 ألف شخص من سكانها، وفق تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري.