أحرز المصريون القدماء تقدمًا كبيرًا في العلوم المختلفة والحياة الاجتماعية ولم يغفلوا أبدًا جانب اللعب والمرح والتي ظهرت على جدران المعابد وكذلك عثروا على بعض من هذه الألعاب داخل المقابر القديمة، ومن بين هذه الالعاب التي توجد حتى وقتنا هذا هي لعبة الطاولة، والتي يعتقد علماء الآثار أن لعبة الطاولة القديمة كانت تستخدم من قبل المصريين للتواصل مع الموتى.
كانت اللعبة التي عرفت في العصور القديمة باسم “سينيت” يمارسها جميع أفراد المجتمع المصري بغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية، وفي بعض الدوائر، توصف بأنها “لعبة الموت على اللوح”، والتي تهدف إلى لعبها بين شخصين.
وطريقة هذه اللعبة أن يكون لدى كل لاعب خمسة بيادق يمكنهم وضعها على شبكة مكونة من 30 مربعًا موزعة على عشرة صفوف، ثم بعد ذلك إلقاء حجر النرد، بهدف قيام اللاعب بتحريك جميع البيادق الخمسة إلى الزاوية اليمنى السفلية من اللوحة.
وتذكر “ديلي إكسبريس” في تقريرها أنه لا يُعتقد أن جميع ألعاب سينيت كانت تتضمن التحدث إلى الموتى، إلا أن النصوص المصرية القديمة تحكي قصة غريبة عن كيفية استخدام اللاعبين في كثير من الأحيان لهذه الحركات لتعكس إيمانهم بالحياة الآخرة.
وكتب والتر كريست، عالم الآثار بجامعة ماستريخت بهولندا، عن اللعبة في بحث نشر في مجلة علم الآثار المصرية، ويعتقد هو وآخرون أن لعبة سينيت لم يتم إنشاؤها كما كانت في شكلها النهائي ولكنها تطورت من لعبة لوحية أخرى نمت لتصبح شيئًا أكثر روحانية بمرور الوقت.
ويشير السيد كريست إلى لوحة سينيت الموجودة في المتحف المصري الوردي والتي كان من الممكن استخدامها للتواصل مع الموتى، ويقول إن الرمز الهيروغليفي للمياه الذي يزين اللوح هو علامة واضحة على أنه تم استخدامه لأسباب روحية.
وكتب في بحث: “قد تكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها عرض هذا الجانب من الرحلة عبر الحياة الآخرة بشكل مرئي على السبورة”، ويرى الباحثون المشاركون في الدراسة أن الهيروغليفية تشير إلى تطور سينيت من لعبة حميدة إلى شيء أكثر خطورة”.
يعتقد جيلمر إيركينز، عالم الآثار في جامعة كاليفورنيا، ديفيس، أن لوحة سينيت هي اكتشاف نادر لأنه يبدو أنه يؤرخ لمرحلة متأخرة من التغيير في التقدم، وقالت لمجلة ساينس: “هذا يختلف عما نتوقعه من أنواع أخرى من التقنيات”.