أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في جمهورية الكونغو الديمقراطية فوز الرئيس فيليكس تشيسيكيدي بولاية ثانية مدتها 5 سنوات، وذلك رغم عاصفة الاحتجاجات من كبار مرشحي المعارضة في أعقاب “تصويت فوضوي” وانتقادات من قبل المراقبين المحليين والدوليين.
وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات فوز الرئيس الحالي تشيسيكيدي بنسبة 73.34% من أصوات الناخبين، بينما جاء قطب التعدين المليونير مويس كاتومبي في المركز الثاني بنسبة 18%، والمدير التنفيذي السابق للطاقة مارتن فايولو -الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه الفائز الشرعي في الانتخابات الأخيرة- في المركز الثالث بفارق كبير بنسبة 5%.
وحصل دينيس موكويجي، الحائز على جائزة نوبل للسلام، والذي يعالج مستشفاه النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب والمعاملة الوحشية أثناء الصراع، على نسبة ضئيلة من الأصوات.
وبحسب لجنة الانتخابات في البلاد، فإن نسبة إقبال الناخبين على التصويت يوم 20 ديسمبر/كانون الأول، كانت مرتفعة وبلغت 43%، ومن المقرر أن يؤدي تشيسيكيدي اليمين الدستورية يوم 20 يناير/كانون الثاني 2024 ليبدا رسميا ولايته الثانية لمدة 5 سنوات.
في المقابل، أثارت الانتخابات عاصفة من الاحتجاجات والانتقادات، بعدما فشلت العديد من مراكز الاقتراع في فتح أبوابها في يوم التصويت لأنها لم تتلق المواد اللازمة للانتخابات في الوقت المحدد، مما اضطرها إلى فتح أبوابها ليوم ثانٍ من التصويت غير المجدول والمرتجل.
وقال 5 من معارضي تشيسيكيدي -بما في ذلك أكبر منافسيه- إن التمديد غير قانوني ويجب إلغاء التصويت وإعادة إجرائه.
وأشارت بعثات المراقبة إلى “العديد من المخالفات” في عملية توزيع وفرز الأصوات للمجالس الرئاسية والبرلمانية والإقليمية، لكنها لم تصل إلى حد القول إن التدخل في الانتخابات قد غير نتيجة التصويت الرئاسي.
وكان العديد من مرشحي المعارضة للانتخابات الرئاسية قد دعوا إلى التظاهر ضد ما اعتبروها “انتخابات صورة” مطالبين بإلغائها. لكن المعارضة قد تجد صعوبة في تشكل رد فعل موحد بسبب انقسامها إلى حد كبير.
ويقول وزير الإعلام الكونغولي، باتريك مويايا، إن على أحزاب المعارضة انتظار النتائج الرسمية ثم الطعن فيها أمام المحكمة.
وقال كاتومبي إنه لن يرفع دعوى لأنه يعتقد أن القضاة متحيزون، حسبما نقلت وكالة رويترز، وفرقت الشرطة محاولة احتجاج وقالت إن مثل هذه المظاهرات محظورة.
وهيمن على الكونغو الديمقراطية رجال أقوياء ومزقتها الحركات الانفصالية منذ حصولها على الاستقلال عن الحكم الاستعماري لبلجيكا في عام 1960. وأودت الصراعات المتعاقبة التي انتهت قبل عقدين من الزمن بحياة الملايين من الناس، معظمهم بسبب المرض والجوع.
وحدث أول انتقال سلمي للسلطة في الكونغو في عام 2019، عندما رفض الناخبون الخليفة المختار للرئيس المنتهية ولايته جوزيف كابيلا.
وتم إعلان فوز تشيسيكيدي في نهاية المطاف بعد انشقاقه عن تحالف المعارضة ووسط تقارير عن توصله إلى اتفاق مع كابيلا. وانتقد المجتمع المدني ومراقبو الانتخابات النتائج على نطاق واسع ووصفوها بأنها مزورة.