قال مصدر في الجيش السوداني إن استخبارات منطقة البحر الأحمر شرقي السودان صادرت أسلحة قادمة من دولة أجنبية، وفي تلك الأثناء نددت قوات الدعم السريع بقرار القوات المسلحة دعوة العسكريين المتقاعدين للعودة إلى صفوفها وتسليح جميع القادرين.
وقال المصدر العسكري للجزيرة إن الاستخبارات ضبطت الأسلحة والذخائر المهربة جنوبي محلية سواكن في ولاية البحر الأحمر، مشيرا إلى أنها رصدت نشاط مجموعة بشرق السودان تعمل في تهريب السلاح.
وأضاف أن الاستخبارات لاحقت المسؤولين عن إدخال الأسلحة والذخائر في المناطق الشرقية، مبينا أنهم كانوا ينقلونها إلى من وصفهم بالمتمردين، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
في غضون ذلك، قالت قوات الدعم السريع -في بيان صدر في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة- إن “بدء إعلان التعبئة العامة وحمل السلاح للقادرين يعكس بجلاء يأس وتخبط الانقلابيين وفشلهم في مواجهة قواتنا بميدان المعركة ومحاولة الاحتماء بالمواطنين الأبرياء للقتال نيابة عنهم بدلا عن المحافظة على سلامة وأمن المواطنين العزل”.
وأضاف البيان أن هذه الخطوة تؤكد أن “قرار القوات المسلحة مختطف من عناصر النظام البائد، وأن هناك أكثر من مركز قرار”.
تعبئة “طوعية”
جاء ذلك بعدما دعا وزير الدفاع السوداني الفريق ياسين إبراهيم ياسين العسكريين المتقاعدين للتوجه إلى أقرب وحدة عسكرية اعتبارا من يوم الاثنين المقبل، في خطوة قال المتحدث باسم الجيش إنها استدعاء “طوعي”.
وقال وزير الدفاع -في بيان للوزارة- “نهيب بكل متقاعدي القوات المسلحة من ضباط وضباط صف وجنود وكل القادرين على حمل السلاح التوجه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم تأمينا لأنفسهم وحرماتهم وجيرانهم وحماية لأعراضهم والعمل وفق خطط هذه المناطق”.
وأضاف أن هذا النداء جاء بعد “أن تمادت قوات التمرد في إذلال رموز الدولة من الأدباء والصحفيين والقضاة والأطباء، وأسر ومطاردة والقبض على متقاعدي القوات النظامية”.
يأتي ذلك في وقت يسود فيه هدوء حذر على معظم جبهات القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم بعد يوم من الاشتباكات التي وُصفت بأنها الأعنف خلال هدنة الأيام السبعة التي توصل إليها الطرفان بوساطة سعودية وأميركية في 20 مايو/أيار الجاري.
لكن مصادر محلية قالت للجزيرة إن ضاحية الحلفايا شمالي الخرطوم بحري شهدت قصفا مدفعيا ودوي إطلاق نار من مضادات أرضية.
على صعيد آخر، هدأت الأوضاع في ولايات جنوب وغرب دارفور وشمال كردفان غربي السودان.
وفي الأحياء القريبة من مناطق القتال خلت الشوارع من الحركة، فيما تدافع الناس في مناطق أخرى للاستفادة من الهدنة لشراء احتياجاتهم، وحاول بعض التجار نقل بضائعهم إلى أماكن أكثر أمنا.
اقتحام منزل السفير الأردني
من ناحية أخرى، أعلنت الخارجية الأردنية أن منزل سفيرها في الخرطوم تعرض للاقتحام والتخريب، وأعربت عن إدانتها الاعتداء على المقرات الدبلوماسية.
وأشارت الوزارة في بيان إلى أن السفير وطاقم السفارة لم يتعرضوا لأي مكروه، لأنهم موجودون حاليا في مدينة بورتسودان شرقي السودان.
وأعربت عن “إدانة واستنكار المملكة (الأردنية) كافة أشكال العنف والتخريب، خاصة تلك التي تنتهك حرمة المباني الدبلوماسية”.
أعلنت #وزارة_الخارجية_وشؤون_المغتربين تعرض منزل السفير الأردني في #الخرطوم للاعتداء والتخريب، مؤكدة تواجد السفير وطاقم السفارة في مدينة بورتسودان، وعدم تعرض أي منهم لأي مكروه. pic.twitter.com/QU8L6sUbEp
— وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية (@ForeignMinistry) May 26, 2023
ومنذ اندلاع القتال في السودان جرى اقتحام العديد من المقرات الدبلوماسية، وأعلن الأردن منتصف مايو/أيار الجاري أن سفارته في الخرطوم تعرضت لاعتداء.
يشار إلى أن النزاع المتواصل في السودان منذ 15 أبريل/نيسان الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أسفر عن مقتل المئات ونزوح أكثر من مليون شخص داخليا وفرار أكثر من 300 ألف شخص إلى الدول المجاورة.
وحسب بيانات “موقع النزاعات المسلحة ووقائعها” “إيه سي إل إي دي” (ACLED)، فقد بلغت حصيلة القتلى منذ اندلاع النزاع 1800 شخص، سقط معظمهم في الخرطوم وفي الجنينة عاصمة غرب دارفور.