بعد مفاوضات شاقة استمرت ثلاث سنوات؛ اتخذت دول الاتحاد الأوروبي خطوة لوقف ما سمته تدفق اللاجئين والمهاجرين نحو أوروبا ؛ حيث تم الاتفاق على ميثاق الهجرة الجديد أو ما يعرف “بنظام بروكسل” الذي ينتظر إقراراه مطلع العام الحالي؛ بعد أن استقبلت دول التكتل عدة ملايين منهم خلال السنوات الماضية؛ ليقلص بذل فرص الحالمين بالوصول إلى “الجنة الأوروبية” كما هو في الماضي.
نظام بروكسل الجديد
ووضع نظام بروكسل الجديد عدة إجراءات من أجل اللجوء إلى دول الاتحاد والتي تبدأ من خارج حدود التكتل ؛ فمن كان موطنه الأصلي آمناً أعيد إليه دون النظر في أسباب تركه له ؛ ومن لم يتم ترحيلهم مباشرة يتم وضعهم في مراكز احتجاز بانتظار حسم طلبات لجوئهم وذلك بعد فرزهم واستناداً لجنسيتهم وإقامتهم الأصلية.
الاتحاد الأوروبي
الإصلاح التاريخي كما يوصف نظام بروكسل الجديد، يعكس تغير منهج الاتحاد الأوروبي في التعامل مع المهاجرين والذي طغت عليه المعايير السياسية بدلاً من الإنسانية، وهي خطوة في إطار اتجاه قادة القارة العجوز لمنع استقبال اللاجئين في دول الإتحاد إلا بشروط بالغة الصعوبة.
التباين بين السياسي والإنساني حول ميثاق بروكسل الجديد بدا واضحًا في تعليقات المنظمات الأوروبية ذاتها، حيث أوضحت منظمة العفو الدولية إن النظام الجديد سيزيد من معاناة المهاجرين نحو اللجوء لأوروبا، فيما وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لايين” ميثاق بروكسل للاجئين بـ “الاتفاق التاريخي”.
الهجرة لأوروبا
وازدادت طلبات اللجوء لدول الاتحاد الأوروبي عام 2023 والتي وصلت لأكثر من مليون طلب لجوء وفق وكالة اللجوء التابعة لدول التكتل، فيما شهدت دول القارة العجوز محاولة 355 ألف هجرة غير شرعية خلال عام واحد.
الخطوة الأوروبية تأتي في ظل مخاوف وتحذيرات أطلقتها عدة منظمات حقوقية وغير حكومية أوضحت فيها أن اتفاق بروكسل يخالف مبادئ حقوق الإنسان الدولية ويتسبب في المزيد من الوفيات في البحر كما أنه تفكيك للمبادئ الأساسية الإنسانية التي طالما نادت به دول الاتحاد على مدار عقود من الزمان.