3/1/2024–|آخر تحديث: 3/1/202411:36 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
رام الله – فور إعلان اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بغارة إسرائيلية على لبنان مساء أمس الثلاثاء، خرج المئات من الفلسطينيين إلى الشوارع ومراكز المدن في الضفة الغربية، معبّرين عن غضبهم واستنكارهم لهذه الجريمة، ومطالبين بالرد الفوري على هذه الجريمة.
وخرج المئات في دوار المنارة بمدينة رام الله وهم يحملون الأعلام الفلسطينية وصور الشهيد، مرددين “يا ضفة شدي الحيل.. هاي اغتالوا العاروري”، وطالبوا المقاومة بالرد الفوري على اغتياله.
وعلى مقربة من دوار المنارة، شهدت بلدة عارورة استمرار تجمع المئات في منزل عائلة العاروري، حيث تمت الإشادة بدوره وإسهاماته في المقاومة، ووصف بأنه المسؤول الرئيسي لكتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية.
وفي نابلس في الشمال، نعته حركة حماس للمرة الأولى منذ سنوات عبر مكبرات الصوت في المساجد خلال مسيرة وسط المدينة. وفي جنين، خرج المئات بزعامة مسلحين من كتيبة جنين، متوعدين برد قريب.
أما في طوباس وطولكرم، فلم يكن المشهد مختلفا، حيث اندلعت مظاهرات جمعت كل فئات المجتمع الفلسطيني معبرة عن حالة الإجماع التي يحظى بها العاروري، سواء أثناء اعتقاله في السجون الإسرائيلية أو بعد إطلاق سراحه، في ظل تركيز جهوده على تحقيق المصالحة والوحدة.
نعي فصائل المقاومة
وكانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) من أوائل الفصائل التي نعت العاروري في بيان رسمي، داعية إلى إضراب شامل في مدن الضفة الغربية غدا. ووصف القيادي في حركة فتح جبريل الرجوب الشهيد العاروري بأنه نموذج للصمود في المعتقلات وبذرة للوحدة الفلسطينية، وخسارة لحركة التحرير الوطني قبل أن تكون خسارة لحماس.
وفي لقاء مع الجزيرة، أشار الناطق باسم حركة فتح بالضفة الغربية حسين حمايل إلى أن العاروري قد أظهر العديد من المواقف الإيجابية تجاه قضية الوحدة الوطنية. وأكد أن فتح تسعى جاهدة لتحقيق هذه الوحدة كرد على العمليات الإجرامية التي تقوم بها إسرائيل، وكان آخرها اغتيال العاروري.
وأضاف أنه من الضروري التحرك باتجاه مشترك للدفاع عن النفس وتحقيق الانتقام لدماء الشهداء جميعا من خلال تنسيق الجهود والعمل الموحد في جميع الميادين للتخلص من الاحتلال.
من جهته، صرح حسن خريشة النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي السابق بأن العاروري شخصية معتبرة وفريدة، وكان له دور كبير في قيادة جهود المصالحة الداخلية، وشارك في التوصل إلى اتفاقيات هامة بين حركتي فتح وحماس في السابق.
وفي حديثه للجزيرة، اعتبر خريشة أن إسرائيل من خلال اغتيالها العاروري تسعى إلى تحقيق انتصار زائف، خاصة أن العاروري يتحمل المسؤولية المباشرة عن الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية.
ويرى خريشة أن اغتيال العاروري في لبنان من قبل الاحتلال يمثل تحديا لحزب الله، وهو خطوة تهدف إلى تعزيز موقف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وإطالة فترة حكمه بعد فشله في تحقيق نجاح خلال الحرب في غزة، نظرا لصمود المقاومة وتأييد الشعب الفلسطيني.
ويشير خريشة إلى أن ردود الأفعال من الشارع الفلسطيني على اغتيال العاروري توفر فرصا إيجابية لتحقيق الوحدة والمصالحة، إذ يعتبر أن اغتيال إسرائيل لأي شخصية فلسطينية يمكن أن يكون “وسيلة لتوحيد الشعب الفلسطيني”.
الغاية هي الشهادة
ويتفق الأمين العام للمبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي مع خريشة على هدف الاحتلال من الاغتيال. ويرى أن إسرائيل تسعى إلى إشعال حرب إقليمية، مؤكدًا أن عمليات الاغتيال لم تكسر إرادة المقاومة، بل زادت قوتها، ويتوقع أن تتحمل إسرائيل تكاليف هذا الاعتداء.
وبناء على تجاربه الشخصية ولقائه المتكرر مع العاروري أثناء جهود تحقيق الوحدة الوطنية، أكد البرغوثي أنه كان “شخصية وطنية وحدوية بكل جوانبه”.
وتصدر اسم العاروري مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم نشر مقاطع فيديو ومقابلات سابقة تسلّط الضوء على تصريحاته حول احتمال اغتياله واستعداده للشهادة. وفي إحدى المقابلات، أكد أن دماء الشهداء ليست أغلى وأعز من أي شيء آخر، وأشار إلى إصرار الشعب على تحقيق الأهداف رغم التحديات.
وتعليقا على تلك التصريحات، أكد البرغوثي أن العاروري كان يعي مصيره كمشروع شهادة، وعندما كان يحذره أحد من اغتياله، كان يرد بتأكيد أنه لن يكون أول شهيد ولن يكون آخرهم.
ويتذكر البرغوثي هدوء وعنفوان العاروري في التعامل مع قضايا الوحدة الوطنية وحبه الكبير للمقاومة، مشيرًا إلى أن إسرائيل قد لا تدرك الفهم الصحيح للقادة الكبار حينما يحققون الشهادة.
واغتيل العاروري في هجوم استهدف مكتبا لحركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء أمس الثلاثاء.