طرابلس- أعلن النائب العام الليبي المستشار الصّدّيق الصور أن مكتبه “خاطب” جهاز المخابرات العامة “مرتين” بشأن لقاء وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع مسؤولين إسرائيليين لمعرفة “إذا كان اللقاء يمس الأمن القومي الليبي داخليا وخارجيا أم لا”.
وقال النائب العام، في مؤتمر صحفي، إنه طلب من حكومة الوحدة الوطنية نتائج تحقيقها “الإداري” الذي أعلنت عنه الأشهر الماضية لمعرفة تفاصيل “المعلومات الاستدلالية” عن اللقاء.
وكانت الوزيرة نجلاء المنقوش قد التقت عددا من المسؤولين الإسرائيليين من ضمنهم نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين في العاصمة الإيطالية روما في أغسطس/آب الماضي.
ولم يحدد الصديق إن تم تسليمه التقارير التي طلبها من المخابرات والحكومة، ليتمكن من تحديد الفعل الذي أقدمت عليه المنقوش وهل تضمن مساسا بأمن الدولة الليبية أم لا؟
التطبيع صعب
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر ليبية مطلعة للجزيرة نت أن المنقوش أكدت لكوهين خلال لقائهما أن “تطبيع العلاقات بين ليبيا وإسرائيل لن يكون سهلا في ليبيا ويحتاج لأجيال قادمة”.
ووفقا لتلك المصادر فقد نددت الوزيرة الليبية خلال اللقاء بالاعتداءات والانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وكشفت المصادر للجزيرة نت أن لقاء المنقوش مع كوهين تم دون علم رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، وأن اللقاء ناقش مواضيع محددة تتعلق بحقوق يهود ليبيا الذين غادروا البلاد في أعقاب حرب عام 1967.
وأكدت المصادر أن نجلاء المنقوش لم تبلغ الدبيبة بتفاصيل اللقاء خلال اجتماعها معه في مكتبه بطرابلس بعد عودتها من روما.
وكانت الخارجية الليبية قد أعلنت أن لقاء المنقوش وكوهين كان عابرا وعارضا وغير رسمي، ولم يتضمن أي مباحثات أو اتفاقات.
وهو ما أكد عليه رئيس الحكومة الذي قال إن اللقاء كان عرضيا وأن المنقوش “شعرت أن اللقاء لم يكن له تأثير ولم يكن في نيتها التطبيع” ووصفها بأنها “امرأة تحب فلسطين، ولا يمكن أن أترك وزيرتي” حسب قوله.
مطالب أميركية
وكشفت المصادر للجزيرة نت أن اللقاءات بين الجانبين الليبي والإسرائيلي كانت بطلب أميركي من قبل الخارجية وجهاز المخابرات الأميركية (السي آي إيه) دعا للبدء التدريجي في العلاقات مع إسرائيل.
ووفقا للمصادر فقد كانت تلك المطالب واضحة خلال زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى “باربارا ليف” لطرابلس في أواخر مارس/آذار الماضي، حيث طلبت من الحكومة السماح لها بزيارة الكنيس اليهودي الواقع في المدينة القديمة في طرابلس والمغلق منذ أكثر من 50 عاما.
وأوضحت المصادر أن المسؤولين الأميركيين ناقشوا مع مسؤولين ومستشارين في الحكومة الليبية وفي مقدمتهم مستشار رئيس الحكومة للأمن القومي إبراهيم الدبيبة استعادة عشرات الآلاف من يهود ليبيا حقوقهم ومنحهم الحق في زيارة مدنهم وفتح دور عبادتهم في المدن الليبية الكبرى، لكن الجانب الليبي لم يبد قبولا أو رفضا لتلك المطالب.
ويعتقد أن أفرادا من الموساد الإسرائيلي حضروا لقاءات في ليبيا بصفتهم مسؤولين أمنيين أميركيين مع مسؤولين ليبيين دون علم الأخيرين، وفقا لما قالته المصادر للجزيرة نت.
وفي سياق متصل، تحدثت مصادر صحفية في وقت سابق عن لقاء في العاصمة الأردنية عمّان جمع مستشار رئيس الحكومة للأمن القومي إبراهيم الدبيبة مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين للنقاش عن قضايا أمنية مشتركة تتعلق بأمن حوض البحر الأبيض المتوسط ومكافحة الإرهاب، وهو ما لم تؤكده أو تنفه حكومة الوحدة الوطنية.