يرى الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن الموقعة الرئيسة في الحرب الإسرائيلية على غزة تدور في وسط القطاع، وقال إن هذه المعارك هي الحاسمة والرئيسة، مؤكدا أن معارك الجنوب -خاصة في خان يونس- لا تقل أهمية.
وقال إن المقاربة الإسرائيلية الجديدة مزجت بين عقائد قتالية عدة: عقيدة الضاحية؛ أي التدمير الممنهج وطبّقتها على غزة بالكامل، والعقيدة الأميركية في الموصل العراقية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية، حيث طوّقت القوات الأميركية الموصل من 4 جهات.
وأضاف أن جيش الاحتلال الإسرائيلي عندما أخفق في الهجوم على مخيم البريج وسط قطاع غزة وفي أكثر من منطقة، دفع بقوات إضافية ودخل من المسافات البينية حتى يقطع أوصال التواصل ما بين المخيمات وسط غزة، ولكن حتى اللحظة لا تزال إدارة المعركة الدفاعية ناجعة من المقاومة الفلسطينية.
أما المناطق الشرقية من مدينة غزة؛ مثل: حي التفاح والدرج وأطراف من الشجاعية، فلا تزال فيها قوات إسرائيلية ويدور فيها قتال ضارٍ، وتستخدم فيه المقاومة الفلسطينية الكمائن والعبوات والأسلحة القصيرة، فتخرج من الأنفاق وتضرب العمق.
ويعتقد الدويري -في تحليله اليومي على قناة الجزيرة- أن إدارة الإسرائيليين للمعركة في الشمال تبدو مرتبكة من وجهة نظر عسكرية، مشيرا إلى أن الانشقاقات والخلافات ما بين القيادتين العسكرية والسياسية ألقت بظلالها على القادة العسكريين.
وتعليقا على ما أورد مراسل قناة الجزيرة في رام الله وليد، من أن الجيش الإسرائيلي -وتحديدا في الشمال- قلّل من استخدام الجنود بشكل مباشر، وبات يستخدم “الروبوتات”، أوضح الخبير العسكري أن استخدام الروبوت “جاغوار” (Jaguar) يغني عن وجود الجندي في منطقة الشمال، وقال إن “جاغوار” هو عبارة عن روبوت مقاتل يحمل رشاش ولديه نظام استشعار متكامل، ويتغلب على الحواجز، ويعيد توجيه ذاته بناء على معطيات يُغذّى بها قبل أن يتحرك.
أما في المنطقة الجنوبية فيستخدم الإسرائيليون الروبوت الذي يصدر أصواتا مشابهة لأصوات الدبابات وإطلاق النار، من أجل أن يخرج مقاتلو المقاومة من الأنفاق.
وفي قراءته لمسار المعارك في المنطقة الجنوبية -خاصة خان يونس- أكد الدويري أن 8 ألوية إسرائيلية توجد هناك، وهناك ازدحام في القوات، وفي المقابل هنك شبكة أنفاق يبدو أن درجة كثافتها تفوق كثافة شبكة الأنفاق في مدينة غزة.
وأضاف أن طبيعة المنطقة في خان يونس تسمح بإنشاء شبكة أنفاق متعددة الفتحات، ومن ثم يصبح خروج المقاتلين سهلا.