ما هي فضائل صلاة الضحى ؟ سؤال أجاب عنه الدكتور مختار مرزوق العالم الأزهري والعميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط.
ما هي فضائل صلاة الضحى؟.. زكاة عن كل الأعضاء
وقال مرزوق من خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: «صلاة الضحى هى صلاة بعض الركعات نفلا بعد طلوع الشمس بنحو ثلث ساعة إلى قبيل صلاة الظهر. . وأقلها ركعتان وأوسطها أربع ركعات لما سنذكره الآن
هذا وقد ورد في فضلها ما يلي :
ورد في الحديث القدسي ( ابن آدم اركع لي من أول النهار أربع ركعات أكفك آخره) رواه أبو داود والترمذي وهو حديث صحيح
ولفت إلى أن من فوائد صلاة الضحى:
1- أن صلاة الضحى بمثابة الزكاة عن كل عضو من أعضاء الجسد : عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ) رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين باب استحباب صلاة الضحى وأن أقلها ركعتان وأكثرها ثمان.
2- ورد في سنن أبي داود أن هذه الأعضاء تبلغ ثلاثمائة وستين : عن بريدة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (في الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلا فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منه بصدق) الحديث أبو داود في الأدب باب في إماطة الأذى عن الطريق.
3- يؤخذ من تبويب النووي على صحيح مسلم أن أقلها ركعتان وأكثرها ثمان.
4- وقت صلاتها بعد طلوع الشمس بنحو نصف ساعة تقريبا لكن تأخيرها إلى وقت شدة الحر أفضل لقوله صلى الله عليه وسلم (صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال) رواه مسلم كتاب صلاة المسافرين باب صلاة الأوابين حين ترمض الفصال، والفصال جمع فصيل والمراد بها صغار الإبل إذا فصل عن أمه ومعنى ترمض الفصال أي تحترق أخفافها من شدة الحر وصلاة الضحى في ذلك الوقت المتأخر أفضل من صلاتها بعد طلوع الشمس بنحو نصف ساعة وإن كانت تجوز حينئذ ومعنى (الأوابن) جمع أواب (1) قيل هو المطيع (2) وقيل الراجع إلى طاعة الله عز وجل.
5- صلاة الضحى بمثابة زكاة الجسد كما بينا وفي ذلك شكر لله تعالى على نعمة الجسد ولا ننسى أن الشكر يجلب المزيد قال تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنكم) جعلنا الله تعالى وإياكم من المحافظين على صلاة الضحى ، ومن الشاكرين على نعمه التي لا تعد ولا تحصى(وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها).
وقت صلاة الضحى.. وقت ارتفاع الشمس قدر رُمحٍ
صلاة الضُّحى سمِّيت بذلك نسبةً لوقت الضُّحى، وتُشرع صلاة الضحى مِن وقت ارتفاع الشمس قدر رُمحٍ في عين الناظر إليها -وهو ما يقدر الآن بخمس وعشرين دقيقةً تقريبًا في مصر- بعد الشروق، وإلى ما قبل زوال الشمس عن وسط السماء، أي: قبل دخول وقت صلاة الظهر بقليل، وهو ما يقدر الآن في مصر بأربع دقائق تقريبًا قبل دخول وقت صلاة الظهر.
فضل صلاة الضحى.. سبب للمغفرة
مِن فضائل صلاة الضحى: أنها مِن أسباب مغفرة الذنوب ولو كانت مثل زَبَدِ البحر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ حَافَظَ عَلَى شُفْعَةِ الضُّحَى غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْر» أخرجه الإمام الترمذي في “سننه”.
ومِن فضائلها أيضًا: أنها مجزئةٌ عن جميع الصدقات المطلوبة على جميع سُلَامِيات بدن الإنسان -أي: عظامه- في كلِّ يومٍ شكرًا لله على نعمته وفضله، فعن أبي ذَرٍّ الغِفَارِي رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى» أخرجه الإمام مسلم في “صحيحه”.
وإظهارًا لأهمية صلاة الضحى، وتأكيدًا على بيان فضلها قد جعلها النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وصيةً بين أصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ، لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ» أخرجه الإمام البخاري في “صحيحه”.
وعن أبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه قال: «أَوْصَانِي حَبِيبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ، لَنْ أَدَعَهُنَّ مَا عِشْتُ: بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَبِأَنْ لَا أَنَامَ حَتَّى أُوتِرَ» أخرجه الإمام مسلم في “صحيحه”.
مذهب جمهور الفقهاء في حكم المداومة على صلاة الضحى.. قالوا مستحبة
المواظبة على صلاة الضُّحى مستحبةٌ شرعًا على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء مِن الحنفية والمالكية والشافعية، والإمام الآجُرِّيُّ والإمام ابنُ عَقِيل والشيخ ابن تيمية مِن الحنابلة؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ» أخرجه الإمام أحمد في “مسنده” عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها.
ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ حَافَظَ عَلَى شُفْعَةِ الضُّحَى غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْر» أخرجه الإمام الترمذي في “سننه”.
قال الإمام الطَّحْطَاوِي الحنفي في “حاشيته على مراقي الفلاح” (ص: 395، ط. دار الكتب العلمية): [واختلف العلماءُ هل الأفضلُ المواظبةُ عليها أو لا؟ والظاهرُ الأولُ] اهـ.
وقال الإمام شمس الدين الحَطَّاب المالكي في “مواهب الجليل” (2/ 67، ط. دار الفكر) في بيان حكم صلاة الضُّحى: [حُكمها حُكم سائر النوافل تُستحب المداومةُ عليها، ومَن تركها فلا إثم عليه ولا حرج] اهـ.
وقال الإمام أبو الحسن المَاوَرْدِي الشافعي في “الحاوي الكبير” (2/ 287، ط. دار الكتب العلمية) في ذكر أحكام صلاة الضحى: [والمداومة عليها أفضل] اهـ.
وقال الإمام علاء الدين أبو الحسن المَرْدَاوِي الحنبلي في “الإنصاف” (2/ 191، ط. دار إحياء التراث العربي): [اختار الآجُرِّيُّ وابنُ عَقِيلٍ استحبابَ المداومة عليها، ونَقَله موسى بنُ هارون عن أحمد.. ويُستحب المداومة عليها في أصحِّ الوجهين، قال المَجْدُ في “شرحه”، وصاحبُ “الحاوي الكبير”: وهو الصحيح عندي] اهـ.