تناولت وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي الخلافات والتوترات الحادة غير المسبوقة منذ بدء الحرب على قطاع غزة، التي سيطرت على جلسة الحكومة عقب قرار رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي تشكيل فريق أمني للبدء في إجراء تحقيق عن إخفاقات أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويضم الفريق الذي شكله هاليفي مسؤولين أمنيين سابقين، من بينهم وزير الأمن ورئيس أركان الجيش السابق شاؤول موفاز (رئيسا للفريق)، إضافة إلى الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية زئيفي فركش، والقائد السابق لقيادة الجيش الجنوبية سامي ترجمان.
ونقلت القناة الـ13 تسجيلات صوتية لجانب من هذا الخلاف والتراشق الذي بدأ عندما طلبت الوزيرة ميري ريغف توضيحات بشأن فريق التحقيق الداخلي الذي عينه رئيس الأركان من أجل فحص إخفاقات الجيش في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، الذي يصفه الإعلام الإسرائيلي بـ”السبت الأسود”.
ورأت ريغف أن من حق المستوى السياسي أن يحقق بدوره إذا قرر الجيش أن يحقق، وسألت هاليفي هل تم تعيين لجنة تحقيق في الجيش حول إخفاقات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، فأجاب: “نحن مشغولون الآن في القتال”، لترد عليه الوزيرة: “لم تجب عن سؤالي”.
واحتد النقاش بعد تدخل وزراء آخرين، بعضهم انحاز لطرف الوزيرة ريغف في مهاجمة رئيس الأركان، ومنهم الوزراء بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير ودودي أمسالم، في حين دافع آخرون عنه وانتقدوا مهاجمته، ومنهم الوزيرة يفعات شاشا بيطون والوزير حيلي طروبر.
الأكثر توترا منذ بدء الحرب
وانعكس هذا الخلاف على تعاطي الحدث من قبل الخبراء والمحللين في الإعلام، إذ انتقد بعضهم مهاجمة الوزراء لرئيس أركان الجيش، وساقوا تبريرات مختلفة لقرار تشكيله فريق التحقيق، بينما دعم آخرون الهجوم عليه.
ونقل سليمان مسودي، مراسل الشؤون السياسية في تلفزيون “كان 11″، عن وزراء شاركوا في الجلسة تأكيدهم أنها كانت الأكثر توترا منذ بدء الحرب، وأن بعضهم يرى أن المجلس الوزاري المصغر لا يمكنه اتخاذ قرارات في ما يتعلق بالحرب.
في حين قال أحد الوزراء لمسودي إنه مما لا شك فيه أن كل شيء كان مخططا له مسبقا بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والوزراء الذين هاجموا هاليفي، إذ لم يتدخل نتنياهو خلال هجومهم.
بدوره، رأى روعي شارون، المحلل للشؤون السياسية والأمنية في تلفزيون “كان 11″، أن بدء الجيش التحقيق وعدم انتظار انتهاء الحرب يشكل ضغطا على نتنياهو لأنه سيكون أحد الأشخاص المسؤولين أو المذنبين بكل ذلك، ولذا فإن مهاجمة هاليفي تصب في صالحه.
وقالت القناة الـ13 إن نتنياهو الذي شعر بالارتياح عندما انحرفت المحادثة عن الموضوع الأساسي المحتقن سياسيا وهو “غزة ما بعد الحرب”، انتهى به الأمر إلى أن يقول “يجب التوقف، ونستأنف في مرة قادمة”.