“إنك الصابر المحتسب يا أبي، فلا تيأس من الشفاء ولا تقنط من رحمة الله، وكن على يقين أن الله سيجزيك خيرًا لما صبرت”.
بهذه الكلمات المؤثرة التي وجهها -أمس السبت- الصحفي حمزة لوالده صحفي الجزيرة وائل الدحدوح، عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يكن يعلم أن المنشور الأخير له في هذه الدنيا سيكون لوالده.
إنك الصابر المحتسب يا أبي، فلا تيأس من الشفاء ولا تقنط من رحمة الله وكن على يقين أن الله سيجزيك خيرًا لما صبرت•••#غزة #وائل_الدحدوح #معلش @WaelDahdouh pic.twitter.com/l1ZQMJMTd0
— Hamza Dahdouh (@hamzadah1996) January 6, 2024
في جريمة حرب جديدة تُضاف إلى سجلّها الإجرامي، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي سيارة كانت تقل مجموعة من الصحفيين، من بينهم حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا في خان يونس، خلال عملهم ضمن طاقم الجزيرة في تلك المنطقة التي نزح إليها مدنيون جراء القصف الإسرائيلي على مناطق عدة في القطاع، فاستشهد حمزة وزميله مصطفى بالقصف الإسرائيلي.
وبدأت تنتشر مقاطع الفيديو على منصات التواصل لموقع استهداف سيارتهم وإخراج الجثامين منها، وفي مقاطع أخرى بثتها الجزيرة تظهر وداع مدير مكتبها في غزة وائل الدحدوح لابنه حمزة، خاصة أن الدحدوح فقد منذ أسابيع أفرادا من عائلته بقصف إسرائيلي على منزل نزحوا إليه وسط قطاع غزة في مخيم النصيرات.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الحزن والغضب بعد انتشار خبر استشهاد نجل وائل الدحدوح.
بينهم الصحفي حمزة الدحدوح نجل مراسل #الجزيرة وائل الدحدوح.. المشاهد الأولى لموقع قصف سيارة الصحفيين التي استهدفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي غرب خان يونس
التفاصيل: https://t.co/1RvWKczw49 pic.twitter.com/f4dXK310BR
— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) January 7, 2024
ونشرت صفحات محلية صورا لوداع وائل الدحدوح وابنته لحمزة، وهناك من غرد بجملة وائل الشهيرة التي قالها بعد استشهاد أفراد من عائلته يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي: “بينتقموا منا بالولاد، معليش”.
الزميل وائل الدحدوح يودع نجله حمزة بعد استشهاده في قصف إسرائيلي استهدف صحفيين غرب خان يونس جنوبي #قطاع_غزة
للمزيد: https://t.co/1RvWKczw49 pic.twitter.com/wAvFusiLIz
— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) January 7, 2024
وأعاد مغردون نشر رسالة كتبها حمزة مطلع العام الجديد على وسائل التواصل لوالدته، التي استشهدت أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ قال فيها: “عام جديد سيقرع أبوابه، لكن حربنا يا أمي ما زالت طبولها أقوى، عام جفت به كل أيامه، وتوقفت ساعاته عند تلك اللحظة وعند تلك النظرة، باتت أيامنا واحدة؛ لا لون لها لا طعم لها دونكم، فأنتم أيامنا وأنتم سعادتنا وثنايا الخير فيها، هنيئا لكم ما تبوأتم، وصبرا لنا على فراقكم، أعوامنا توقفت بتوقف نبضكم، إلى لقاء قريب يوم يوعدون”.
ولكن الاحتلال الإسرائيلي لم يمهل حمزة لإكمال عامه الجديد وتغطيته للعدوان الإسرائيلي على القطاع، المستمر منذ 93 يوما، فلحق حمزة بوالدته وإخوته وابنه الذي دفنه قبل أسابيع.
ويذكر أن حمزة وائل حمدان الدحدوح من مواليد السابع من يوليو/تموز 1996 في غزة، وهو صحفي ومصور، يعمل منذ بداية الحرب على غزة كأحد أفراد طاقم الجزيرة في قطاع غزة، وهو أكبر أبناء الزميل وائل الدحدوح.
وباستشهاد حمزة ومصطفى ثريا يرتفع عدد الشهداء الصحفيين إلى 109 منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.