10/1/2024–|آخر تحديث: 10/1/202403:25 م (بتوقيت مكة المكرمة)
تعقد في مدينة العقبة الأردنية -اليوم الأربعاء- قمة ثلاثية تجمع الملك الأردني عبد الله الثاني، والرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي، والفلسطيني محمود عباس، هي الأولى للزعماء الثلاثة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ 96 يوما.
وتأتي القمة الثلاثية تزامنا مع جولة محادثات مكثفة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في إسرائيل، ضمن جولة أوسع شملت عواصم عربية عديدة في المنطقة إضافة إلى أنقرة، يرى المراقبون أنها تسعى لمنع اتساع الصراع، وبحث مرحلة ما بعد الحرب، وسط تأكيد مسؤولين إسرائيليين على عزم تل أبيب الاستمرار في الحرب حتى الوصول إلى قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإعادة الرهائن الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة.
وأمام استمرار الإدارة الأميركية في دعمها لإسرائيل عسكريا وسياسيا في حربها على القطاع رغم سقوط آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى، ورغم التحركات العربية الساعية لوقف إطلاق النار، وتآكل الدعم الغربي للحرب، تبرز أسئلة عديدة حول أهداف القمة الثلاثية التي تنعقد في العقبة اليوم، وما قد يتمخض عنها من مخرجات وقرارات.
مرحلة ما بعد الحرب
يشير الكاتب والمحلل السياسي ماجد أبو دياك -في حديث للجزيرة نت- إلى أن القمة تأتي خلال زيارة بلينكن، التي تهدف أساسا إلى إعطاء غطاء جديد لإسرائيل من أجل الاستمرار في حربها.
ويرى أن القمة تأتي في إطار محاولة الترتيب للمرحلة القادمة، حيث يتحدث الجانب الأميركي عن الحد من استهداف المدنيين في غزة، مع التركيز على استهداف المقاومة، علما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما زال يتلكأ في الانصياع لهذا المطلب الأميركي.
وفي المنحى نفسه، يرى السياسي الأردني مروان الفاعوري أن جولة بلينكن تأتي في إطار رسم ملامح المقايضة الأميركية التي تُبنى على “خروج المقاومة الفلسطينية من معادلة مستقبل غزة، مقابل تغيير اللهجة الأميركية فقط، وليس وقف الحرب، التي بدأت عبر التسريب وليس التصريح، تشير إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن يمكنها ملامسة مشروع محتمل لوقف إطلاق النار”.
وقد أوضح بيان أصدره الديوان الملكي الأردني، بشأن القمة أن القادة “سيبحثون التطورات الخطيرة في القطاع والمستجدات في الضفة الغربية” وأكد أنها تأتي ضمن “جهود الأردن المستمرة في تنسيق المواقف العربية، للضغط للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية دون انقطاع”.
وفي هذا الإطار يذكر المحلل السياسي أبو دياك أن “مصر والأردن أعلنتا من قبل رفضهما لتهجير الفلسطينيين، وعبرتا عن ذلك بوضوح، وهذا موقف مهم، ولكن قد يريدان الآن تنسيق المواقف فيما بعد الحرب”.
ويضيف “من الملفت ما ورد في حديث سابق للرئيس الأميركي جو بايدن جاء فيه أن دولا -ذكر من بينها الأردن ومصر وتركيا- أبدت استعدادا للتعامل مع مرحلة ما بعد الحرب، ولكنه لم يوضح طبيعة هذا الدور الذي يمكن أن تلعبه تلك الدول العربية وتركيا”.
توقعات
يرى مراقبون أن القادة الذين سيجتمعون في العقبة اليوم لا يملكون أوراقا سياسية تُذكر للضغط على إسرائيل لحملها على وقف جرائمها في غزة، ولا حمل الولايات المتحدة على الاستجابة لمطالبهم بوقف العدوان، ولذلك يتوقع محللون من بينهم ماجد أبو دياك، أن تتضمن مخرجات القمة تأكيد مصر والأردن على موقفهما الرافض لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، والمطالبة بوقف الحرب.
ويقول أبو دياك “مع الأسف حتى الآن نرى أن هناك موقفا مصريا سلبيا في معبر رفح، هذا الموقف الذي يلتزم بما يطلبه الإسرائيلي، والمطلوب -ما دامت هذه الدول مجتمعة في قمة- أن يكون هناك موقف آخر باتجاه إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وفك الحصار ووقف الحرب بالطبع”.
كما ينتقد أبو دياك المواقف العربية الضعيفة، التي عجزت عن الوصول إلى ما وصلت إليه دول أخرى غير عربية في دعم غزة والوقوف في وجه العدوان الإسرائيلي، ويأسف لكون “الدول العربية لم تساند جنوب أفريقيا في موضوع رفع شكوى ضد إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية، لما ترتكبه من جرائم حرب وتطهير عرقي في قطاع غزة”.
والموقف العربي بشكل عام -مع الأسف- لا يزال دون المستوى المطلوب في مساندة إخوانهم في قطاع غزة، سواء من ناحية وقف الحرب، أو الدفع باتجاه فتح الحدود وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة”.
ووفق تقارير إخبارية، يتوقع أن يدعو الزعماء الثلاثة في ختام قمتهم لوقف فوري لإطلاق النار، ويؤكدون ضرورة العودة للمسار السياسي لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وفقا لقرارات الأمم المتحدة، كما يتوقع أن يتضمن البيان الختامي للقمة تأكيد رفض المساعي الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.