سحب خيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف في هولندا، مشروع قانون قدمه إلى البرلمان في 2018 تحت عنوان “حظر التعبيرات الإسلامية”.
جاء ذلك في رسالة بعث بها، الاثنين الماضي، إلى رئيس مجلس النواب الهولندي مارتن بوسما.
ويتضمن مشروع القانون: إغلاق المساجد والمدارس الإسلامية في البلاد، وحظر القرآن والمعاقبة على حيازته بالسجن لمدة تصل إلى 5 سنوات، إضافة إلى فرض قيود صارمة على الحقوق الأساسية للمسلمين.
كما سحب فيلدرز في رسائل مختلفة، مقترحات لمشروعات قوانين، تضمنت حرمان حاملي الجنسية المزدوجة من حق التصويت والترشح، والسماح باحتجاز الأشخاص دون أمر قضائي للاشتباه في ضلوعهم في “الإرهاب”.
ويرى خبراء سياسيون في هولندا أن فيلدرز، بسحبه مشروعات القوانين المذكورة، يوجّه رسالة إلى الأحزاب الأخرى أثناء تشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة.
ويشير الخبراء إلى أن بيتر أومتسيغت، زعيم حزب “العقد الاجتماعي الجديد”، أكد مرارا وتكرارا أهمية عدم المساس بحقوق الإنسان.
ويرون أن فيلدرز اتخذ بسحبه مشروعات القوانين خطوة نحو التقارب، ولكن لا يزال الطريق طويلا في هذا الصدد، وستكون النقاط الشائكة الرئيسة هي ابتعاد حزب فيلدرز على المساس بسيادة القانون والدستور.
وقد اقترح فيلدرز هذه القوانين على البرلمان في 2017 و2018 و2019، لكنها لم تحصل على أغلبية في مجلس النواب.
وفي تقييم للحظر المقترح على التعبيرات الإسلامية، دعا مجلس الدولة -وهو هيئة رقابية مستقلة تقيّم التشريعات- فيلدرز إلى إلغائه.
وقال المجلس في نصيحة نُشرت في 2019 “إن القسم الاستشاري ينصح المبادرين بالتخلي عن مشروع القانون، فهو لا يتوافق مع العناصر الأساسية للدولة الدستورية الديمقراطية، العناصر التي ينوي المبادرون حمايتها”.
محاربة المهاجرين والمسلمين
ويشتهر فيلدرز، عضو مجلس النواب الهولندي والسياسي اليميني المتطرف، بمواقفه المعادية للعرب والمسلمين والمهاجرين.
ويعيش فيلدرز تحت حماية الشرطة منذ 2004 بعد تلقيه تهديدات بالقتل، ويستخدم حسابه على منصة “إكس” بنشاط لمهاجمة الإسلاميين والمهاجرين الذين يطلبون اللجوء، ونُشرت له مقاطع فيديو يسخر فيها مما قال إنه تزايد المسلمين في هولندا، إذ قال إن مشاهدتهم وهم يؤدون الصلاة في طرقات هولندا يهدد بتجريد هولندا من هُويتها.
ويذكر أن حزب الحرية حقق بقيادة فيلدرز تقدما ملحوظا واستحوذ على المركز الأول بفارق كبير عن منافسيه في الانتخابات العامة المبكرة التي جرت في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وكان الحزب تعهد في 2021، في برنامجه الانتخابي للأعوام 2021-2025، بإنشاء “وزارة التطهير من الإسلام”، كما تعهّد بتعريف الدين الإسلامي على أنه “أيديولوجية شمولية”، وكذلك حظر المساجد والمدارس الإسلامية ومنع انتشار الفكر الإسلامي عن طريق القرآن الكريم.
كما تضمّن برنامج الحزب الانتخابي تطبيق حظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، وإيقاف طلبات اللجوء، وإغلاق مراكز اللاجئين.
مناصرة إسرائيل
ويُعرف عن فيلدرز مناصرته إسرائيل، إذ أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في وقت سابق تصريحاته التي أنكر فيها حق الفلسطينيين في إقامة دولة، ودعا لتهجيرهم إلى الأردن.
وكان فيلدرز أطلق مؤخرا تصريحات أنكر فيها حقوق الشعب الفلسطيني، ومن بينها حقه في دولة مستقلة ذات سيادة، زاعما بوجود إمكانية حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن.
وجاءت تصريحات هذا اليميني المتطرف تزامنا مع حرب مدمرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خلّفت دمارا هائلا في البنية التحتية، وعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء.