أفاد مراسل الجزيرة بأن هدوءا حذرا يسود جبهات القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، اليوم قبل الأخير لاتفاق وقف إطلاق النار. وسط اتهامات من الأخير للجيش بخرقه، في حين شدد الاتحاد الأفريقي على توحيد الجهود الدولية برعاية أفريقية لحل هذا النزاع.
وقال المراسل إن الطائرات الحربية التابعة للجيش حلقت في سماء الخرطوم وأم درمان صباح اليوم. وتحدث عن سماع أصوات إطلاق نار متقطع جنوب غربي أم درمان.
على صعيد متصل، قال مصدر عسكري بالجيش للجزيرة إن استخبارات منطقة البحر الأحمر تمكنت من ضبط أسلحة وذخائر جنوبي محلية سواكن بولاية البحر الأحمر شرقي البلاد قادمة من دولة أجنبية.
وأوضح هذا المصدر أن استخبارات منطقة البحر الأحمر رصدت نشاط مجموعة شرق البلاد تعمل في تهريب السلاح، وتمكنت من ملاحقة المجموعات التي تعمل على إدخال الأسلحة والذخائر في المناطق الشرقية لتقوم بإيصالها بعد ذلك إلى ما وصفهم بالمتمردين.
التحاق المتقاعدين
في غضون ذلك، جددت الشرطة السودانية دعوة منسوبيها بالمعاش والقادرين منهم على حمل السلاح للتقدم إليها من أجل تأمين الأحياء والمناطق الحيوية.
وأضافت أنها نشرت تعزيزات في ولاية الخرطوم لتوسيع الرقعة التأمينية بالأسواق والمناطق الحيوية والأحياء السكنية منعا للانفلاتات الأمنية.
وأكدت الشرطة السودانية أنها ماضية قدما للاضطلاع بواجباتها المنصوص عليها في القانون، ونشر القوات بسطا للأمن.
وكان وزير الدفاع الفريق ياسين إبراهيم قد أعلن استدعاء المتقاعدين العسكريين من ضباط وضباط صف وجنود لدعم الجهود العسكرية.
وشمل الاستدعاء -حسب بيان صادر عن الوزير- الضباط وضباط الصف والجنود الذين لا تزيد أعمارهم على 65 عاما، شريطة تمتعهم باللياقة الطبية والبدنية والقدرة على حمل واستخدام السلاح.
ودعا البيان من تتوفر فيهم الشروط للتوجه إلى أقرب وحدة عسكرية اعتبارا من الاثنين المقبل. وأكد وزير الدفاع أن هذه القرارات تأتي انسجاما مع الظروف التي فرضها التمرد، حسب وصفه.
موقف “الدعم السريع”
في المقابل، اعتبرت قوات الدعم السريع أن إعلان الجيش التعبئة العامة وتسليح متقاعديه يعكس فشله في ميدان المعركة.
وأضافت “الدعم السريع” -في بيان لها- أن خطوة من وصفتهم بالانقلابيين تظهر بجلاء يأسا وتخبطا من جانبهم.
كما اتهمت الجيش بمحاولة الاحتماء بالمواطنين الأبرياء للقتال نيابة عنه، بدلا من المحافظة على سلامة وأمن المواطنين العزل، حسب تعبير البيان.
في سياق متصل، قالت قوات الدعم السريع إن الجيش هاجم مباني سك العملة في الخرطوم.
وأضافت في بيان على تويتر أنها تحمل قادة الجيش مسؤولية ما سمته السلوك العدواني. ودان البيان استمرار ما سماها الفلول في خرق اتفاق جدة نصا وروحا، مؤكدا التزام الدعم السريع بالاتفاق.
غرب دارفور.. مواجهات قبلية
من جانبه، تحدث والي غرب دارفور، خميس عبد الله أب بكر -للجزيرة- عما سماه ارتفاع عدد القتلى بالولاية نتيجة تحول الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع إلى مواجهات قبلية، إلى نحو 850 قتيلا، بينهم نحو 200 طفل.
وأكد أب بكر أن عدد الجرحى ارتفع الى أكثر من 2600، بينهم نحو 700 طفل في ظل انهيار القطاع الصحي بعد تعرض المستشفيات والصيدليات ومخازن المنظمات العاملة في الحقل الطبي للتدمير.
كما دعا المجتمعَ الدولي للتدخل العاجل غرب دارفور ووصفها بالولاية المنكوبة بعد أن أصبح كل سكان مدينة الجنينة (العاصمة) بلا مأوى وبلا غذاء، فضلا عن تدمير معظم مصادر المياه والانقطاع الكامل للكهرباء والاتصالات واستمرار تعرض المدينة للقصف بمدافع الهاون.
عقار.. الأولوية لإيقاف الحرب
قال مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة إن الأولوية الآن لإيقاف الحرب، وليس للحديث عن أي عملية سياسية.
وأضاف أن الوضع في السودان يحتاج الي عملية سلام جادة، داخل البيت الأفريقي بمشاركة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
وأكد عقار أن الحلول الشكلية لن تفلح في معالجة القضية، وأنه قد تكون لها آثار سلبية بالغة الخطورة على المدنيين.
وأوضح أنه بحث الأزمة بشكل منفصل مع كل موسى فكي (رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي) وفولكر بيرتس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالسودان.
فكي.. لا حل عسكريا للأزمة
وفي أديس أبابا، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي -في كلمة أمام اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي- إنه لا حل عسكريا للأزمة في السودان.
وفي الاجتماع الذي عقد على مستوى رؤساء الدول والحكومات لبحث الأزمة السودانية، أضاف فكي أنه يجب على أطراف النزاع وقف القتال فورا دون قيد أو شرط، والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوداني، كما دعا إلى إشراك المدنيين في مفاوضات وقف إطلاق النار.
وشدد فكي على تنسيق الجهود الدولية لحل الأزمة في السودان برعاية الاتحاد الأفريقي، مطالبا بضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات في هذا البلد بموجب القانون الإنساني الدولي.
السيسي.. أهمية التنسيق مع الجوار
من جانبه، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي -في اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي- إنه يجب التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في السودان.
كما شدد السيسي على أهمية التنسيق مع دول الجوار لإنهاء الأزمة السودانية، على حد تعبيره.
وفي ردود الفعل، قال مصدر حكومي سوداني للجزيرة إن بلاده أبلغت الاتحاد الأفريقي بأنها ستنسحب من عضويته إذا اتخذ خطوات دون التشاور معها.
وأضاف المصدر أن السودان أحبط خطة لعقد مؤتمر قمة لدول الإيغاد في 12 مايو/أيار الجاري لأن الأمر تم دون التشاور مع الخرطوم، حسب قوله.