تعددت التفسيرات المتعلقة بإعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي سحب فرقته الـ36 من قطاع غزة، ما بين من يرى السحب نتيجة ما تكبده من خسائر، ومن يراه يأتي في إطار الانتقال لمرحلة جديدة من الحرب، وقد حظي الأمر بتفاعل كبير عبر منصات التواصل الاجتماعي.
والفرقة الـ36 هي إحدى الفرق الأربع التي دفعت بها رئاسة الأركان إلى ساحة الحرب المستمرة في غزة منذ أكثر من 100 يوم، وكانت الكاميرات سجلت انسحاب آلياتها العسكرية من القطاع، وتحليق مروحيات فوق الجنود المنسحبين من المعركة لتحيتهم.
وهي فرقة مدرعة تتبع للقيادة الشمالية في جيش الاحتلال، وتضم عدة ألوية، أبرزها اللواء 188 واللواء السابع ولواء غولاني ولواء عتصيوني، وكانت بدأت الهجوم البري على قطاع غزة يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بشمال القطاع، ثم في بعض أحياء مدينة غزة.
وكان آخر مهامها في الوسط بمنطقة جحر الديك قبل سحبها من القطاع تحت غطاء ناري كثيف، وهو الأمر الذي أثار تساؤلا عما إذا كان ذلك يعني اقتراب انتهاء الحرب.
وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت “إذا توقف إطلاق النار فسيحسم مصير المخطوفين لسنوات طويلة في أسر حركة حماس”، مضيفا “من دون الضغط العسكري لن يتحدث معنا أحد، ودون الضغط العسكري لن نتمكن من التوصل إلى أي اتفاقيات، فقط من موقف قوة سنتمكن من تحرير الأسرى”.
جيش مهزوم
وحظي هذا الانسحاب بتفاعل واسع عبر منصات التواصل، ورصد برنامج “شبكات” (2024/1/16) جانبا منه، ومن ذلك ما كتبه محمد أميني “جيش مذموم مهزوم مدحور، يجر أذيال الخيبة وعار الإجرام، ووصم الإبادة الجماعية ودماء الأطفال”.
في حين رأت مايا رحال أنه “في الأيام والأسابيع المقبلة سنرى المزيد من الانسحابات، الهدف منها تبديل الوحدات لأن قدراتها أُنهكت من شدة القتال، وفشلت في تحقيق أهدافها”.
أما ماجد فكان له تصور آخر عبّر عنه بتغريدة كتب فيها “انسحاب لإعادة تموضع القوات والتنظيم القتالي في مسرح العمليات.. العدو دخل إلى أجواء الحرب الباردة.. هذه حرب طويلة، راح (سـ) يستخدم بشكل جزئي القوات ليديم العمليات العسكرية لمدى طويل”.
وكتبت شهرزاد “بعد 100 يوم من الحرب ما زالت إسرائيل بعيدة كل البعد عن هزيمة حماس، والقضاء على قادتها، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين من غزة.. ولم تحقق أي هدف من أهدافها”.
ويرى حسن الدر أنه “كما تفاجأت إسرائيل والعالم بقدرة وقوة حماس أيام تبادل الأسرى، سيتفاجؤون بعودة الحركة بقوة إلى المناطق الّتي خرج منها الاحتلال!”، مضيفا “بيننا وبينكم الأيام والليالي والزمن”.
ومن بين الوحدات المنسحبة مع الفرقة وحدة دوفدوفان الخاصة، وهي وحدة المستعربين المكلفة بتنفيذ عمليات أمنية خاصة، أهمها المداهمات والاعتقالات والاغتيالات، وتم توجيهها إلى الضفة الغربية بسبب تحذيرات من انفجار وشيك للأوضاع هناك، حسبما ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
يذكر أن فلسطينيين من الخليل بالضفة الغربية نفذا أمس الاثنين عملية مركبة في 3 مناطق ببلدة رعنانا شمالي تل أبيب، حيث طعن أحدهما إسرائيلية واستولى على مركبتها، ثم دعس آخرين في أكثر من موقع، مما تسبب في إصابة أكثر من 18 إسرائيليًا، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه تم اعتقال فلسطينيين للاشتباه في تنفيذهما العملية.