قال الجيش الإسرائيلي إن سلاحَي الطيران والمدفعية شنا هجمات مشتركة على أهداف تابعة لحزب الله بجنوب لبنان، في حين أعلن الحزب استهدافه مواقع للاحتلال، وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي إن خيار بلاده دبلوماسي يسعى لاستقرار دائم للحدود مع إسرائيل.
وأوضح جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه نفذ تلك الهجمات المشتركة على أهداف وصفها بالعسكرية، في منطقة وادي السلوقي في جنوب لبنان، تضم مباني عسكريّة وبنى تحتية تضم وسائل قتالية لحزب الله.
وقال قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين -خلال تفقده إحدى الكتائب على الحدود الشمالية- إن الجيش على أتم الجاهزية والاستعداد، مشيرا إلى أنهم ضربوا “أكثر من 150 خلية لحزب الله مسؤولة عن إطلاق الصواريخ والمسيرات منذ بدء المواجهات”.
وأضاف غوردين أن العمل يتركز على ما سماه “تجريد حزب الله من قدراته”، مشددا على أن العمل مستمر من أجل توفير الأمن بما يسمح بإعادة سكان المنطقة الشمالية إلى بيوتهم.
من جهته، قال مراسل الجزيرة إن الطيران الحربي الإسرائيلي شن أكثر من 20 غارة على مناطق وبلدات متفرقة من جنوب لبنان، لافتا إلى أن المقاتلات الإسرائيلية شنت 15 غارة على منطقة وادي السلوقي، كما أغارت الطائرات الإسرائيلية على بلدة عيتا الشعب.
ويأتي ذلك مع إعلان الجيش الإسرائيلي أن قوات خاصة تابعة له تسللت إلى داخل الجنوب اللبناني وأزالت ألغاما في قرية عيتا الشعب، وفي المقابل، نفى حزب الله هذا التسلل، في حين قال مصدر أمني لبناني إنه لم يتم رصد أي تسلل إسرائيلي في محيط تلك البلدة.
كما أكد مصدر في قوات الأمم المتحدة (يونيفيل) عدم تلقيهم أي تقرير عن تسلل إسرائيلي عبر الحدود مع لبنان، مشيرا إلى أن القوات الأممية “تفحص الأمر حاليا”.
من جانبه، واصل حزب الله استهدف نقاط ومواقع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أنه استهدف بالصواريخ تجمعا لجنود الاحتلال الإسرائيلي شرق مستوطنة إفن مناحم، وتجمعا آخر في محيط موقع راميا، إلى جانب استهدافه بالصواريخ موقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وموقع بياض بليدا، وأنه “حقق إصابة مباشرة”.
“استقرار الحدود”
على الصعيد السياسي، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي إن خيار بلاده دبلوماسيٌ يسعى لاستقرار دائم للحدود مع إسرائيل، وإنهم يسعون إلى الحلول الدبلوماسية، و”ملتزمون بالقرارات الدولية بشأن لبنان ونحترمها كلها”.
وأضاف ميقاتي -في مقابلة مع الجزيرة- أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة هو حجر الزاوية لبداية كل الحوارات في المنطقة، وأن “حزب الله يتمتع بعقلانية وحكمة”، وقال إنه “يضع المصلحة اللبنانية فوق أي مصلحة أخرى”.
ويتبادل حزب الله مع جيش الاحتلال الإسرائيلي القصف والهجمات، التي تزايدت منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في غزة ردا على اعتداءات الاحتلال، الذي يواصل عدوانه على القطاع لليوم الـ102، مخلّفا 24 ألفا و100 شهيد، و60 ألفا و834 جريحا، إضافة إلى تدميره المباني السكنية والمرافق الحيوية والمستشفيات.