قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن تضارب السلوك العسكري الإسرائيلي على الأرض يعود بالدرجة الأولى إلى الخلاف في وجهة النظر بين أعضاء مجلس الحرب من جهة ورئيس الأركان من جهة أخرى، مشيرا إلى أن هذا التضارب قد تترتب عليه نتائج عكسية.
وأوضح الدويري أن هذا التباين في وجهات النظر يكشف طبيعة الخلاف بين الجانبين، خصوصا أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي تساءل كثيرا عن ما بعد اليوم الأخير، مشيرا إلى أن عدم وضوح الرؤية بالنسبة لرئيس الأركان قد يؤدي إلى انتكاسات عسكرية كبيرة.
وفي حين أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنهاء العلميات العسكرية في الجزء الشمالي من القطاع بعد القضاء على قدرات حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يقول هاليفي إن هناك إمكانية لعودة العلميات إلى هذه المنطقة.
وأضاف الدويري أن تصريحات هاليفي تعكس اعتقاده بأن حماس لديها القدرة على إعادة بناء قوتها في الشمال، مع افتراض أن تصريحات وزير الدفاع صحيحة.
وأشار إلى أن هذا التباين انعكس على أرض الواقع، لأنه بمجرد انسحاب الفرق الثلاث من شمالي القطاع، عاودت حماس توجيه رشقات صاروخية إلى مدن ومستوطنات إسرائيلية.
إعادة تمركز
وتمركزت القوات الإسرائيلية التي انسحبت من الشمال في منطقة السياج أو في عمق غلاف غزة، وأبقت نفسها في وضعية استعداد لخوض عمليات جديدة حسب التطورات على الأرض، وفق الدويري.
وأضاف “بناء على ذلك، فإن إعادة إطلاق الصواريخ قد تعيد العمليات مجددا إلى شمالي القطاع، في ظل الحديث عن أن عملية الإطلاق تمت من بيت حانون التي دخلتها إسرائيل في أول أيام العملية البرية، وشهدت معارك طاحنة”.
وأشار الدويري إلى أن إطلاق الصواريخ يعكس مجددا غياب السيطرة التي تتحدث عنها إسرائيل، وقال إن السؤال الحالي هو “هل كانت هذه الصواريخ موجودة في الشمال قبل انسحاب القوات الإسرائيلية أم إنها نقلت إليه؟”.
وأضاف “الصواريخ لها قواعد يتم نقلها على عجلات، وإسرائيل تحدثت عن تدمير 700 فتحة نفق في الشمال، مما يعني أن هذه الصواريخ التي أطلقت يومي الاثنين والثلاثاء كانت موجودة في مواقعها، أو أنها نقلت إلى الشمال قبل إطلاقها”.
وبالتالي، يضيف الدويري، فإن احتمالية نقل الصواريخ إلى الشمال “يعني أن شبكة الأنفاق تتيح نقل المعدات من مكان لآخر، وهذا يعزز غموض طبيعة هذه الشبكة”.
وكانت إسرائيل تتحدث عن أن طول شبكة أنفاق حماس يصل إلى 550 كيلومترا، لكن “نيويورك تايمز” الأميركية تحدثت مؤخرا عن مسافة تقدر بـ560 إلى 720 كيلومترا، و5700 فتحة، يقول الدويري إن بعضها مخادع وبعضها قد يقود إلى الشبكة كلها.
واللافت هو عودة العمليات الأرضية في الشمال والتركيز على ناقلات الجند، وفق الدويري، الذي فسر استهداف الناقلات بأن إسرائيل بحاجة حاليا للدفع بقوات النخبة أكثر من حاجتها للدبابات.