شهد اليوم الـ103 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة سلسلة من التطورات أبرزها استمرار المجازر الإسرائيلية، واعتراف إسرائيل بمقتل عسكريين فضلا عن رفض عدد من جنود الاحتياط المشاركة بالقتال في غزة، إضافة إلى سلسلة من المواقف السياسية.
غزة
في اليوم الـ103 من الحرب على غزة، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه قام بإنزال جوي للفرقة الـ98 في خان يونس، في حين قال مراسل الجزيرة إن وحدة الإنقاذ الجوية الإسرائيلية تواصل نقل جنود جرحى من مناطق المعارك في قطاع غزة.
في المقابل، أعلنت كتائب القسام أن مقاتليها دمروا دبابات إسرائيلية من نوع ميركافا وناقلات جند، وقنصوا جنودا إسرائيليين، واستهدفوا قوة من 7 جنود وأجهزوا عليها من مسافة صفر.
وقالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها أسقطت مسيّرة “كواد كابتر” إسرائيلية خلال تنفيذها مهمة استخباراتية في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة الأربعاء ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 24 ألفا و448 شهيدا و61 ألفا و504 مصابين، وأوضحت أن قوات الاحتلال ارتكبت 16 مجزرة في القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية.
وبدوره، فقد اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء بمقتل 4 عسكريين منهم 3 ضباط خلال المعارك الدائرة في غزة.
في الأثناء، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن عددا من جنود قوات الاحتياط بالجيش رفضوا المشاركة في القتال داخل قطاع غزة. وأضافت الإذاعة أن الجنود الرافضين للمشاركة في القتال تحدثوا عن ثغرات خطيرة على مستوى التدريب.
ويتزامن ذلك مع ترقب دخول شحنة من الأدوية إلى القطاع المحاصر بعد اتفاق -بوساطة قطرية- بين حركة حماس وإسرائيل يشمل إدخال أدوية وشحنة مساعدات إنسانية للمدنيين يقابله إيصال أدوية للأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة.
وأعلنت وزارة الخارجية القطرية وصول طائرتين للقوات المسلحة القطرية إلى العريش تحملان مساعدات لغزة من قطر وفرنسا تتضمن أدوية.
وأضافت الخارجية القطرية أن المساعدات تأتي بعد نجاح وساطة قطر بالتعاون مع فرنسا في التوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل.
تطورات سياسية
قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان إن كتائب القسام وسرايا القدس والمقاومة لا تزال تدير المعركة بقوة واقتدار، مضيفا أن حماس تحمّل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مسؤولية جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
وأكد حمدان أن أي مبادرة لإدخال الأدوية للأسرى يجب أن تشمل إدخال الأدوية للفلسطينيين في غزة، معربا عن أمله في ألا يعرقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التفاهم الذي تم التوصل إليه بوساطة قطر لإدخال الأدوية.
على الجانب الآخر، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت “إذا لم نقم بتفكيك حماس، لن نستطيع العيش في دولة إسرائيل”. وأضاف غالانت أن “الضغط العسكري وحده سيؤدي إلى إعادة المختطفين”.
وبدورها، نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أنه وفقا للتقييمات الأخيرة للحرب المستمرة مع حركة حماس فإن “الصراع قد يستمر حتى عام 2025”.
أما القناة الـ13 الإسرائيلية فقالت إن نتنياهو عرّقل في الأيام الأخيرة مقترحا لصفقة تبادل أسرى، صاغه وزراء مجلس الحرب.
وفي الولايات المتحدة قال عضو مجلس الشيوخ مارك ورنر إن على إسرائيل أن تعلم أنها قد تخسر دعم واشنطن إذا لم تتغير إدارة الصراع بغزة، بينما أعرب زميله كريس كونز عن قلقه من الطريقة التي تدير بها إسرائيل حملتها على غزة.
من جانبه، قال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو للجزيرة إن ما يحدث في غزة ليس حربا، بل إبادة وجريمة ضد الإنسانية، معربا عن تحيته لخطوة جنوب أفريقيا باختصام إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
من جهة أخرى، نقلت وكالة بلومبيرغ الإخبارية عن مصادر مطلعة أن الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على حماس، بسبب هجومها على إسرائيل. ووفقا للمصادر فقد تم الاتفاق على العقوبات الأوروبية، وستعلن يوم الاثنين في اجتماع وزراء الخارجية.
الضفة
أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت بلدة بني نعيم شرق الخليل، وسط اندلاع للمواجهات وإطلاق لقنابل الغاز السام.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن عددا من الشبان استشهدوا في قصف طائرة إسرائيلية مسيّرة على سيارة قرب مخيم بلاطة شرق نابلس.
وفي قلقيلية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمالا فلسطينيين من أبناء قطاع غزة كانوا في بناية سكنية.
لبنان
قال رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية هرتسي هاليفي إن احتمال نشوب حرب عند الحدود الشمالية خلال الأشهر المقبلة أعلى بكثير من السابق.
يأتي ذلك وسط تصاعد عمليات القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله، كان آخرها استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا، وشن طيران الاحتلال هجمات على أهداف وصفها بالعسكرية في منطقة وادي السلوقي جنوب لبنان.
وقالت مراسلة الجزيرة إن صفارات الإنذار دوّت الأربعاء في 10 بلدات إسرائيلية على الأقل على طول الشريط الحدودي مع لبنان.
البحر الأحمر
أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن واشنطن أعادت إدراج جماعة الحوثي في اليمن “منظمة إرهابية عالمية”. وقال سوليفان إن التصنيف سيسري خلال 30 يوما مضيفا أنه إذا أوقف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر، فإن واشنطن ستدرس رفع هذا التصنيف.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الحوثيين شنوا هجمات غير مسبوقة على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وعلى القوات المتمركزة في المنطقة، وأضاف أن واشنطن تريد أن يجبر هذا التصنيف الحوثيين على الابتعاد عن إيران.
في المقابل، قال المتحدث باسم أنصار الله (الحوثيين) محمد عبد السلام للجزيرة إن الولايات المتحدة تستخدم قضية تصنيفنا لأغراض سياسية، ولا فاعلية على الأرض لقرار هذا التصنيف. وأكد أن التصنيف الأميركي لن يثني الحوثيين عن دعمهم فلسطين، بل زادهم تمسكا بموقفهم من القضية.
وأشار إلى أن العمليات “ستستمر لمنع السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى إسرائيل من المرور عبر البحر الأحمر والبحر العربي وباب المندب”.
وبدورها، عبّرت حركة حماس عن إدانتها للقرار الأميركي واعتبرت أنه مسيّس ويمثل انحيازا فاضحا للاحتلال، ومحاولة مكشوفة لمنحه الغطاء لاستكمال عدوانه.