مراسلو الجزيرة نت
القدس المحتلة- تتربص سياسة الهدم الإسرائيلية بالمواطنين الفلسطينيين بالقدس، ومؤخرا صعدت حملتها بهدم منازل بنيت منذ عقود وتهديد أصحابها.
الجزيرة نت واكبت عمليتي هدم ذاتي قام بهما مواطنان مقدسيان، حيث اضطر صاحبا المنزلين إلى هدمهما تجنبا لدفع مبالغ مالية كبيرة إذا نفذت بلدية الاحتلال الإسرائيلية عملية الهدم.
سعى الشاب سامي الحلواني، من حي راس العامود في القدس، إلى بناء منزل بسيط وصغير يمكّنه من الزواج وبناء أسرة جديدة، لكن دوائر بلدية الاحتلال تتبعته حتى قطع شوطا كبيرا في بنائه، ثم جاءته بأمر الهدم.
يقول الحلواني للجزيرة نت: بنيت بيتي قبل نحو 5 شهور وما زال قيد الإنشاء، واليوم أهدمه بيدي بقرار من بلدية الاحتلال.
يضيف المواطن المقدسي أن الاحتلال لا يعطي الفلسطينيين رخص بناء ويهدم ما يتم بناؤه “في سياسة تهجير واضحة للسكان المقدسيين”.
وتابع الحلواني: كنت أخطط للزواج، السكن بالأجرة مرتفع بين 3500 شيكل (نحو 930 دولارا) و6 آلاف شيكل (1600 دولار)، و شيكل على الأقل وهذا مكلف جدا، فاضطررت للبناء الذي كلفني نحو 120 ألف شيكل (نحو 32 ألف دولار)، لكني اليوم أهدمه.
من جهته يقول المقدسي ثائر محمد جعابيص من سكان جبل المكبر بالقدس، إنه بنى بيته قبل 18 عاما، ومؤخرا بدأت بلدية الاحتلال في ملاحقته.
يقول جعابيص للجزيرة نت: أمهلتني بلدية الاحتلال حتى الثلاثاء لهدم البيت دون الالتفات إلى الإجراءات القانونية التي أقوم بها والمخالفات الباهظة التي دفعتها، وخيرتني بين أن أهدمه بنفسي أو تهدمه هي بقوة الجيش وأدفع التكاليف، فاخترت الهدم الذاتي.
بعد هدم منزله لم يجد جعابيص منزلا يؤويه، فقرر أن يبني خيمة مكان المنزل ويقيم فيها متعهدا مع ذلك بالبقاء وعدم ترك المدينة قائلا: “من هان مش طالع”.
ووفق معطيات رسمية فلسطينية نُفذت بمحافظة القدس 292 عملية هدم خلال 2023، بينها 73 منشأة اضطر أصحابها إلى هدمها بأيديهم.