قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه وثّق قتل الجيش الإسرائيلي 94 من أساتذة الجامعات الفلسطينية ومئات المعلمين وآلاف الطلبة خلال الحرب على غزة، مشيرا إلى غارات استهدفت علماء بعينهم.
وأوضح المرصد في بيان نشر اليوم السبت أن الجيش الإسرائيلي “نفذ هجمات متعمدة ومحددة ضد شخصيات أكاديمية وعلمية وفكرية في قطاع غزة، العشرات منهم قتلوا في غارات مباشرة استهدفت منازلهم دون سابق إنذار، ليقتلوا سحقا تحت الأنقاض مع أفراد عائلاتهم أو عائلات أخرى نزحت إليهم أو نزحوا إليها”.
وبيّن المرصد أن القائمة التي وثقها تضم 17 شخصية يحملون درجة البروفيسور، و59 يحملون درجة الدكتوراه، و18 يحملون درجة الماجستير، مشيرا إلى أن الحصيلة غير نهائية؛ إذ هناك تقديرات بوجود أعداد أخرى من الأكاديميين المستهدفين.
وأشار إلى أن الأكاديميين المستهدفين موزعون على مختلف المجالات العلمية، وغالبيتهم يمثلون “مرتكزات العمل الأكاديمي في جامعات غزة”.
وأكد المرصد الأورومتوسطي أن ما يعزز احتمالية تعمد استهداف إسرائيل لكل مقومات الحياة في قطاع غزة ما أقدمت عليه من تدمير منهجي وواسع النطاق للأعيان الثقافية، ومنها التاريخية.
فعلى مدار أكثر من مئة يوم من الحرب، دمرت إسرائيل بشكل مباشر جميع الجامعات في قطاع غزة على مراحل، وفقا لبيان المرصد.
تدمير الجامعات
وتمثلت المرحلة الأولى في عمليات قصف استهدفت مباني في جامعتي “الإسلامية” و”الأزهر”، ثم امتد الأمر لبقية الجامعات، وصولا إلى تفجير بعضها ونسفها بالكامل بعد تحويلها إلى ثكنات عسكرية، كما حدث في جامعة الإسراء جنوبي غزة، التي نشر الإعلام الإسرائيلي الأربعاء الماضي مشاهد توثق نسفها وذلك بعد 70 يوما من تحويلها إلى ثكنة ومركز اعتقال مؤقت.
وحسب المرصد الأورومتوسطي فإن التقديرات الأولية تشير أيضا إلى استشهاد المئات من طلبة الجامعات جراء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة.
وأشار المرصد إلى أن تدمير الجامعات وقتل الأكاديميين والطلبة سيزيد من صعوبة استئناف الحياة الجامعية والأكاديمية بعد توقف الحرب، إذ قد يتطلب الأمر سنوات حتى تتمكن الجامعات من استئناف الدراسة في بيئة مدمرة بالكامل.
ووفقا لما نقله المرصد عن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، فقد استشهد 4327 طالبا وأصيب 7819 آخرين، فيما قتل 231 معلما وإداريا، وأصيب 756 بجروح مختلفة.
وشدد المرصد الأورومتوسطي على أن ما تنتهجه إسرائيل من تدمير واسع النطاق للممتلكات الثقافية والتاريخية، كالجامعات والمدارس والمكتبات ودور الأرشيف، يأتي في إطار سياسات علنية لجعل قطاع غزة “مكانا غير قابل للحياة والسكن، وبالتالي خلق بيئة مفتقدة لأدنى مقومات الحياة والخدمات، قد تدفع سكانه في نهاية المطاف إلى الهجرة”.
وذكر البيان أن هذه الهجمات تأتي في إطار “جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد سكان قطاع غزة، والتي تهدف من خلالها إلى تدمير الفلسطينيين بدنيا وروحيا”.