دفع الصراع الدائر في الشرق الأوسط الولايات المتحدة وإيران إلى الاقتراب من حافة الحرب، حيث أدت الضربات المتبادلة والاغتيالات المستهدفة إلى تفاقم الوضع المحفوف بالمخاطر بالفعل، وفلقا لتحليل لمجلة “الإيكونوميست”.
وفي المائة يوم الماضية منذ الهجوم الأولي الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، سعى الرئيس جو بايدن إلى مساعدة إسرائيل في حربها ضد غزة مع منع الصراع من التوسع إلى مواجهة إقليمية تشمل إيران ووكلائها. ومع ذلك، تشير الأحداث الأخيرة إلى تصاعد الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وإيران.
وشن حلفاء إيران في العراق وسوريا ما يقرب من 140 هجومًا صاروخيًا وطائرات بدون طيار ضد القوات الأمريكية منذ بداية حرب غزة.
ووقع حادث كبير في 20 (يناير) عندما استهدفت عدة صواريخ بالستية قاعدة عين الأسد في غرب العراق، مما أدى إلى إصابة أميركيين وعراقيين.
وذكرت القيادة المركزية الأمريكية أن بطاريات باتريوت للدفاع الجوي اعترضت معظم المقذوفات، لكن الحادث أثار مخاوف بشأن الانتقام المحتمل ضد إيران.
وفي اليمن، نفذت الولايات المتحدة غارتها السابعة على الحوثي، حليفة إيران، في محاولة للحد من الهجمات الصاروخية على السفن التي تمر عبر مضيق باب المندب.
وفي حين يدعي الحوثيون أنهم يدعمون الفلسطينيين؛ فإن استهدافهم يبدو عشوائياً، مما يؤدي إلى مخاوف بشأن تورط الحرس الثوري الإيراني.
وعلى الرغم من الاعتراف بأن الضربات الأمريكية قد لا توقف أنشطة الحوثيين، تفيد التقارير أن إدارة الرئيس بايدن تدرس خططًا لحملة عسكرية مستدامة في اليمن.
وفي لبنان، حيث انخرط حزب الله في اشتباكات متقطعة مع القوات الإسرائيلية، هناك تهديدات باتخاذ المزيد من الإجراءات إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في تهدئة التوترات.
ويعد التوازن الدقيق بين الولايات المتحدة وإيران معرض للخطر، حيث تشارك الدولتان في عمليات انتقامية محدودة دون حدوث اشتباك مباشر.
وتعد الحرب غير السرية التي تشنها إسرائيل ضد إيران وحلفائها تزيد من تعقيد الوضع، الذي اتسم بالاغتيالات والهجمات الصاروخية الأخيرة.
يواجه النظام الإيراني تحديات داخلية، بما في ذلك الهجمات الإرهابية، مما دفع آية الله علي خامنئي إلى الدعوة إلى “الصبر الاستراتيجي”، ومع ذلك، هناك مؤشرات على أن إيران تسعى إلى “استعادة الردع”، وإطلاق الصواريخ على الدول المجاورة والقيام بمناورات أكثر خطورة.
يواجه الرئيس بايدن، الذي يحرص على عدم الانجرار إلى حرب إقليمية، تحديات في إدارة الوضع المعقد. ويكمن الأمل في أن تتمكن إسرائيل من التوصل إلى حل لصراعها في غزة، مما قد يخفف من حدة الغضب الأوسع في جميع أنحاء المنطقة، ومع ذلك، مع استمرار التوترات وتزايد الخسائر، هناك خطر متزايد من نشوب حرب إقليمية يمكن أن تشمل الولايات المتحدة بشكل مباشر.