شهدت خان يونس جنوبي قطاع غزة ساعات عصيبة جراء تعرضها لقصف إسرائيلي مكثف وغير مسبوق سقط جراءه أكثر من 160 شهيدا وجريحا، وسط دوي انفجارات ومحاولات إسرائيلية للتوغل بالمحور الغربي للمدينة، واشتباكات ضارية تخوضها المقاومة بالمنطقة.
وفي وقت أعلن جيش الاحتلال توسيع عملياته في خان يونس وتحدث عن 7 ألوية تنشط تحت الأرض وفوقها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنه ارتكب جريمة جديدة بحق النازحين بقصفه خمسة مراكز إيواء بالمحافظة ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى.
وأفادت وزارة الصحة في غزة أن 60 شهيدا ومائة جريح سقطوا في القصف الإسرائيلي المتواصل على خان يونس منذ مساء أمس الأحد. وأشارت إلى أن عشرات الشهداء والجرحى ما زالوا في المواقع التي استهدفها الاحتلال غرب المدينة.
وأضافت الوزارة أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع تحرك سيارات الإسعاف لانتشال الشهداء والجرحى.
مستشفيات ممتلئة
كما قالت وزارة الصحة إن الاحتلال اقتحم مستشفى الخير غرب خان يونس، واحتجز طواقم طبية، فيما أفاد مراسل الجزيرة بتواصل الاشتباكات والقصف الإسرائيلي في محيط مستشفى ناصر وسط المدينة.
وقال مدير مستشفى الجراحة بمجمع ناصر الطبي بخان يونس ناهض أبو طعيمة إن المستشفى ممتلئ بمصابين حالاتهم حرجة للغاية.
وأضاف خلال مقابلة مع الجزيرة أن غرف العناية المركزة ممتلئة بالكامل ولا يوجد مكان خارج محافظة خان يونس يمكن نقل المصابين الموجودين في المستشفى إليه.
كما قال أبو طعيمة إن ما وصلهم من إعانات للمستشفى لا يغطي سوى ثلاثة في المائة من الاحتياجات، مطالبا بالتنسيق مع إدارة المجمع لتزويده بالمستلزمات الضرورية لحالات المصابين.
من جانبه قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن الدبابات الإسرائيلية توجد قرب مقره في خان يونس، وأكد أنه فقد الاتصال بشكل كلي مع طواقمه الطبية هناك.
نبش للقبور
وقد اضطرت عائلات فلسطينية في مدينة خان يونس إلى دفن ذويها الشهداء في ساحات المستشفيات نظرا للقصف الإسرائيلي المتواصل وعدم قدرتها على الوصول إلى مقابر المدينة.
كما أكد مراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال تنبش قبورا في مقابر خان يونس، وذلك بعد اعتراف الاحتلال أمس أنه نبش مقبرة أخرى بالمدينة.
وتشهد خان يونس منذ أيام تصعيدا في حدة المعارك بين القوات الإسرائيلية وفصائل المقاومة الفلسطينية، أسفرت عن تدمير واسع في المدينة شمل نبش قبور الفلسطينيين بذريعة البحث عن جثث محتجزين إسرائيليين.
اشتباكات ضارية
ميدانيا أعلنت، كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة “حماس” إنها استهدفت دبابة ميركافا إسرائيلية، وقوة تابعة للاحتلال غرب خان يونس، مما أدى لسقوط عناصرها بين قتيل وجريح.
كما قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي” إنها تخوض مع قوات الاحتلال اشتباكات ضارية في المحافظة نفسها.
بالمقابل، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن الجيش عمق ووسع من عملياته بخان يونس، مضيفة أن 7 ألوية تنشط تحت الأرض (في إشارة إلى ملاحقتها أنفاق المقاومة) وفوقها بالمدنية.
وتقترب معركة خان يونس من دخول شهرها الثالث دون أن يتمكن الجيش الإسرائيلي من إحكام سيطرته على المحافظة التي يرى قادة جيش الاحتلال أنها المركز الأهم عسكريا بالنسبة للمقاومة.
النازحون هدفا
من جهته، أكد مراسل الجزيرة أن المقاومة الفلسطينية تشتبك مع قوات الاحتلال، وسط سماع إطلاق نار كثيف في محيط الجامعة بخان يونس، فيما يحاول المواطنون النزوح إلى رفح رغم خطورة الطريق.
وذكرت مصادر محلية أن الجيش الإسرائيلي نسف عشرات المنازل في منطقتي قيزان رشوان وحي قاع القرين جنوبي خان يونس، وسط اشتباكات عنيفة في تلك المناطق بين القوات الإسرائيلية والمقاومة.
كما قالت وسائل إعلام فلسطينية إن طائرات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار بشكل متقطع في المناطق الشرقية الواقعة بين محافظتي خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة.
وأفادت قناة الأقصى الفضائية بأن طائرة “كواد كابتر” أطلقت الليلة الماضية النار على الأهالي في عدة مناطق بخان يونس، من أبرزها منطقة النواصي ومحيط مجمع ناصر الطبي، وعلى النازحين في جامعة الأقصى.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن قوات الاحتلال تستهدف 30 ألف نازح في 5 مراكز إيواء بخان يونس.
حماس تحذر
وقالت حركة حماس إن جيش الاحتلال ارتكب جريمة جديدة بحق النازحين في خان يونس، عبر استهدافه لخمسة مراكز إيواء بشكل مباشر ومتعمّد، وبشتى أنواع الأسلحة، ما أدّى إلى سقوط العشرات من الشهداء والجرحى.
وأضافت حماس في بيان أن الجيش الإسرائيلي كان قد دعا المواطنين للجوء لهذه المراكز وادعى أنها آمنة، قبل أن يرتكب فيها هذه المجزرة البشعة. وحملت الحركة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المسؤولية عن استمرار الجرائم المروّعة بحق المدنيين الآمنين.
كما دعت كل من سمتها الدول الحرّة والمخلصة لقيم العدالة والحرية، إلى التحرك لملاحقة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية، ومحاسبتهم على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني والإنسانية جمعاء.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الاحتلال عدوانا على قطاع غزة خلف حتى اليوم 25 ألف و295 شهيدا و63 ألف مصاب، إضافة إلى دمار هائل في الأحياء السكنية والمرافق الحيوية والمستشفيات وكارثة إنسانية غير مسبوقة.