تركنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وأرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح لنا في الدنيا والآخرة، ونهانا عن كل ما يعرضنا لغضب الله سبحانه وتعالى.
ونصح الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابة والأمة الإسلامية أن من تحدث في مجلس ونم واغتاب أحدًا وكثر لغطه فيه، فيقل دعاء كفارة المجلس، وروى أبوهريرة رضي الله عنه دعاء كفارة الغيبة والنميمة، قال: قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «مَنْ جَلَسَ في مَجْلس فَكثُرَ فيهِ لَغطُهُ فقال قَبْلَ أنْ يَقُومَ منْ مجلْسه ذلك: سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك: إلا غُفِرَ لَهُ ماَ كان َ في مجلسه ذلكَ» رواه الترمذي.
كفارة الغيبة والنميمة
((غفر الله لي ولمن اغتبته بقصد أو بدون قصد ولمن شهد تلك الغيبة))
دعاء الغيبة والنميمة
((اللهم اجعل كتابي في عليين واحفظ لساني عن العالمين ))
كفارة الغيبة والنميمة
من الأولى للمسلم أن يبتعد عمّا هو محرّم شرعًا وما نهى عنه الإسلام حتى لا يضطّر للبحث عن كفارة لما فعل، واجتناب ما نهى عنه الرسول – صلى الله عليه وسلّم- ومن بينها “الغيبة والنميمة” والتي تؤدي إلى التهلكة، ومن وقع في المحظور فيجب عليه ما يلي:
1- التوبة النصوحة: وهي عدم العودة إلى الخطيئة مرة أخرى.
2- الاستغفار: فإنّ الاستغفار وسيلة لطلب المغفرة والرحمة من الله تعالى والاستغفار للمغتاب به.
3- أن يتذكّر عقوبة الغيبة والنميمة عند الله تعالى وما فيها من حرمان من جنّات النعيم والخلود في نار جهنم.
4- طلب العفو، فإذا علم بأنّ كلامه قد وصل إلى المتكلّم عليه فليذهب إليه ويطلب منه العفو والصفح.
وقال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن الغيبة والنميمة والكذب يكفرها الإنسان بأن يستغفر لمن ارتكب في حقه هذه الذنوب، ويدعو له بظهر الغيب “اللهم اغفر له، اللهم ارزقه، اللهم عافه”.
وأضاف “جمعة”، إذا ارتكب الشخص ذنوبا كالغيبة والنميمة، فيمكنه أن يكفرها في الدنيا بهذه الطريقة، بحيث يلقى ربه بدونه، أما أمر السرقة، فلا بد من رد المسروق، إلا إذا تعذر بفقد أو موت أو تباعدت الأقطار، فحينها يخرج السارق ما في ذمته لله تعالى، ويرد ثوابه إلى الشخص المسروق منه الشيء.
والغيبة والنميمة من الكبائر التي نهى الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) عنها، ولا يصح مجالسة من يرتكبون هذه الذنوب، حيث يحرم على الإنسان سماع المحرمات والنظر إلى المحرم، فعن ابن سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ – رحمه الله – قال: «الْغِيبَةُ أَشَدُّ مِنَ الدَّيْنِ، الدَّيْنُ يُقْضَى، وَالْغِيبَةُ لَا تُقْضَى».