أعلنت بغداد أنها اتفقت مع واشنطن على وضع جدول زمني محدد لانسحاب القوات الأميركية تدريجيا من العراق، وذلك بعدما تصاعد التوتر جراء هجمات متلاحقة استهدفت تلك القوات على خلفية دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها على غزة.
وقالت الخارجية العراقية -في بيان اليوم الخميس- إنه بموجب اتفاق بين الجانبين جاء بعد عدة جولات تفاوض، سيبدأ الخفض “التدريجي المدروس” لمستشاري التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على الأرض العراقية وإنهاء مهمته العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف البيان أنه سيجري الانتقال إلى علاقات ثنائية شاملة مع دول التحالف تتسق مع رؤية الحكومة العراقية.
وذكرت الوزارة أن العراق جدد التزامه بسلامة مستشاري التحالف الدولي في أثناء مدة التفاوض في كل أرجاء البلاد، والحفاظ على الاستقرار ومنع التصعيد.
من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الجدول الزمني لعملية الانتقال يراعي “تهديدات تنظيم الدولة والمتطلبات العملياتية ومستوى قدرات قوات الأمن العراقية”.
وأضاف أن مجموعات العمل الأميركية العراقية ستبحث العوامل الـ3 وتقدم مشورتها حول السبيل الأمثل لتطوير مهمة التحالف.
وأوضح أوستن أن البلدين سيبدآن بعقد اجتماعات لمجموعات العمل الخاصة باللجنة العسكرية العليا التي سوف تمكن من الانتقال إلى “علاقة أمنية مستدامة بين الولايات المتحدة والعراق”.
شراكة أمنية
غير أن مسؤولا رفيعا في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قال إن اجتماعات اللجنة العسكرية العليا “ليست للتفاوض حول انسحاب القوات الأميركية من العراق”.
وذكر المسؤول أن هناك حاجة للانتقال إلى علاقة شراكة أمنية ثنائية طبيعية مع العراق، وفق تعبيره.
ويوجد حوالي 2500 عسكري أميركي في العراق في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، كما ينتشر في البلاد مئات العسكريين من دول أخرى أغلبها أوروبية.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين وعراقيين أنه من المتوقع أن تستغرق المحادثات عدة أشهر، إن لم يكن أكثر.
وتواجه القوات الأميركية في الشرق الأوسط هجمات متصاعدة بالصواريخ والطائرات المسيّرة على خلفية دعمها لإسرائيل في حربها على غزة. وشنت فصائل مسلحة أكثر من 150 هجوما على تلك القوات في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفقا للبنتاغون.