يرى خبراء ومراقبون أن الهجوم الذي أدى إلى مقتل 3 جنود أميركيين هو “عملية مفاجئة” إذا وقع في الأردن، كما تقول الرواية الأميركية، وتوقعوا أن لا يكون الرد الأميركي “قويا” لعدة اعتبارات أبرزها، عدم الرغبة في توسيع دائرة الحرب في المنطقة.
وأعلن الجيش الأميركي، اليوم الأحد، مقتل 3 من عناصره وإصابة آخرين في هجوم بطائرة مسيّرة على قاعدة في الأردن، في حين نفت عمّان أن يكون الهجوم وقع داخل أراضيها.
ووصف الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري الهجوم بأنه “عملية مفاجئة” إذا وقعت داخل الأردن، و”غير مفاجئة” إذا كانت ضمن قاعدة التنف في سوريا، والتي يوجد فيها قوات أميركية وقوات بريطانية وبقايا من الجيش الحر.
وقال إن التنف تم استهدافها كثيرا سواء قبل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أو ما بعدها، مؤكدا أنه لم يحدث أي استهداف للأميركيين داخل الأردن.
وأشار إلى تضارب الأنباء بشأن الهجوم الذي استهدف الأميركيين وربط ذلك بالجغرافيا، موضحا أن التنف تقع على ملتقى الحدود الأردنية السورية العراقية.
واستنادا إلى بيان البيت الأبيض، فقد وقع الهجوم “بطائرة مسيّرة، على قاعدة أميركية شمال شرقي الأردن”، مما يعني منطقة الركبان المقابلة للتنف، بحسب ما أوضح الدويري، الذي أشار إلى وُجود أميركي في الأردن كما يوجد في معظم الدول العربية (63 قاعدة أميركية)، وهناك اتفاقية دفاع مشترك بين عمان وواشنطن لم يتم كشف تفاصيلها.
“تحول نوعي”
وعن دلالة حدوث الهجوم داخل الأردن- كما يؤكد الأميركيون- وصف الخبير العسكري ذلك بأنه “تحول نوعي”، لكنه أكد أن الأردن ومنذ فترة طويلة يتحدث عن الخطر القادم من الشمال والشرق من خلال الجماعات الإرهابية وتجارة السلاح والمخدرات.
وبالنسبة للباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي، فإن الهجوم على الأميركيين اليوم ليس الأول من نوعه، وربما يحمل الرقم 150 أو أكثر، مشيرا إلى استهداف جميع القواعد الأميركية منذ حرب غزة في العراق وسوريا.
ويعني الهجوم -بحسب مكي- أن الولايات المتحدة الأميركية “لم تتخذ ما يكفي من الاحتياطات، وتهاونت في أمر هذه الهجمات، مما جعلها تخسر اليوم هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى في صفوف جنودها”.
وفي حين رجح أن يكون الهجوم موجها لقاعدة التنف، أشار مكي إلى أن الفصائل العراقية -وليس كلها- أعلنت في بيان لها أنها ستستمر في ضرب الأميركيين، رغم بدء مباحثات الوُجود الأميركي داخل العراق.
ويذكر أن صحيفة ” واشنطن بوست” نقلت عن مسؤول بالمقاومة الإسلامية في العراق إعلانهم المسؤولية عن الهجوم، مضيفا أنه في حال استمرت الولايات المتحدة في دعم إسرائيل سيكون هناك تصعيد.
الرد الأميركي
وعن طبيعة الرد الأميركي على الهجوم، أكد الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات أن الولايات المتحدة لا تريد اندلاع حرب شاملة في المنطقة، ورجح أن تكتفي بضربات انتقامية ضد إيران أو أذرعها في المنطقة.
وأيد ماثيو كرونيغ، كبير الباحثين في المجلس الأطلسي والمستشار السابق بوزارة الدفاع الأميركية ما ذهب إليه الدكتور مكي، ورأى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لا تريد التورط في حرب بالمنطقة، وتوقع أن تلجأ لتحديد المجموعة المسؤولة عن الهجوم مباشرة والرد عليها.
وانتقد ما أسماه أسلوب الحذر الذي تنتهجه إدارة بايدن لأنه “يشجع إيران على المزيد من التصعيد”.
وطالب الضيف الأميركي بأن يكون الرد عبر “ضرب مباشر لإيران، لأنها هي من ترعى المجموعات التي تستهدف الأميركيين”، وقال “إن المطلوب هو إغراق بعض السفن الإيرانية وحتى ضرب البرنامج النووي لإيقاف الهجمات التي تستهدف الأميركيين”.