عقد جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الاثنين ندوة بعنوان “الشباب ومواجهة التغيرات المجتمعية”، حاضر فيها الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وأدار الندوة الإعلامي محمود عبد الرحمن، عضو المركز الإعلامي للأزهر.
وقال الدكتور أشرف صبحي، إن مؤسسات الدولة تعمل بشكل متكامل لإدماج الشباب داخل المجتمع وتمكينهم واحتواء آرائهم وطموحاتهم في مختلف المجالات، مشيرا إلى محاولات بعض الدول السيطرة على عقول الشباب خاصة الشباب العربي والأفريقي، في ظل توافر وسائل الاتصال والتواصل ذات القدرات الفائقة في الوصول لقطاع كبير من الجمهور وبشكل أكثر فاعلية مما عرفه أسلافنا في الماضي، مشيرا إلى أن كل هذه العوامل تفرض علينا كمؤسسات دولة مسؤولية مضاعفة تجاه الشباب، فلم يعد الزمن مناسبا لإعداد خطة لاحتواء الشباب فحسب، وإنما الحاجة أصبحت ملحة لخطط استباقية لتحصينهم من محاولات استقطاب يعكف عليها جهات عدة في الداخل والخارج.
وأضاف وزير الشباب والرياضة أن أسلوب الحياة المعاصر خلق ما يسمى ب “صدمة الصراع” والذي يؤثر على الشاب العربي، وهو نتاج ما يراه في واقعه وما تهدف الأسرة والمجتمع تربيته عليه، وبين ما يراه على مواقع التواصل الاجتماعي بلا حدود أو قيود، وهنا يظهر دور الدولة المصرية في الترويج لقناعات وطنية وإبرازها بشكل مميز أمام الشباب، وتوفير الجو الملائم لاعتناقها وتبنيها، كل هذا وسط الثورات والحروب والصراعات التي تشهدها المنطقة، فضلا عن ما نسميه بالحروب الرقمية المسلحة والتي تستهدف عقوق النشء والشباب.
وبينّ الدكتور أشرف صبحي أنه حينما تتعامل وزارة الشباب والرياضة مع التحديات المجتمعية فإن التعامل يتم وفقا لاستراتيجية قصيرة المدى وطويلة المدى، ونحاول بقدر الإمكان التكامل والتشابك مع المؤسسات المعنية، لدراسة مستقبل أبناءنا والاستماع لهم وتحليل مشكلاتهم، كأحد أبرز القوى المجتمعية التي يعتمد عليها الوطن في بناء مستقبله وطموحاته، وقد نجحت الدولة في إعداد أجيال من الشباب وتوفيق الظروف الملائمة لاحتواء عقولهم من خلال التواجد في المدرسة والجامعة والنادي، مشدد على دول الوزارة المحوري في بناء الشخصية وتبني المواهب.
وأضاف الوزير أشرف صبحي أن علاقة الوزارة بالأزهر الشريف هي علاقة يمكن وصفها بالعلاقة المتشابكة والمستدامة، فالأزهر ووزارة الشباب لديهما عدة مشروعات مشتركة في احتواء الفراغ الفكري الذي قد يصيب الشباب، وتحصينه من الخروج لتلبية هذه الاحتياج من مصادر غير مسؤولة، وقد نجحنا في ذلك من خلال التعاون مع الأزهر وبفضل علماءه المتواجدين بشكل مستمر في مراكز الشباب والنوادي الرياضية وكل حقول الترفيه التابعة للوزارة.
ولفت الوزير إلى إن شخصية بعض الشباب تميل إلى رفض المعلومة الصادرة عن المدرسة أو المسجد أو الجامعة أو المنزل، ويفضل الحصول عليها من خلال النادي على سبيل المثال، وهو ما أدركناه من خلال الدراسات والتحليلات التي تقوم بها الوزارة بشكل دوري، الأمر الذي دفعنا في بعض الأحيان لتوجيه خطابنا إلى المدرس والأبوين ولفت نظرهم إلى بعض الأساليب الأكثر جذبا والأكثر تفضيلا لفئات الشباب، ونسعى من خلال ذلك على استيعاب الشباب وتوفير البيئة المناسبة للاستماع إليهم واحتوائهم.
وأكد الدكتور أشرف صبحي أن مؤسسة الأزهر وفرت مساحة كبيرة للاستفادة من امكاناتها في تبني استراتيجية لضبط فكر الشباب بما يخدم الأهداف الوطنية والقومية، مشيرا إلى أن التعاون مع الأزهر ضاعف من تأثير الوزارة على مستوى الشباب، وهو ما أدركناه من إقبال الشباب في الاستحقاقات الوطنية التي كان دائما ما يعزف عن المشاركة فيها، وحتى مشاركة الشباب في حملات دعم غزة سواء بالتبرع أو بالمشاركة في أنشطة ترتيب المستلزمات الإغاثية والمستلزمات الطبية والطعام والشراب، كل ذلك مؤشرات لاندماج الشباب في الأنشطة المجتمعية وإقباله على المشاركة في الحياة المجتمعية.