تغرق عاصفة من الخوف والقلق أطلال مايا القديمة في المكسيك، حيث أجبرت موجة متصاعدة من جرائم عصابات المخدرات، الحكومة على إغلاق موقعين سياحيين شهيرين على الأقل في ولاية Chiapas الحدودية مع غواتيمالا.
وبحسب صحيفة “ديلي ستار”، أقر مسؤولون حكوميون باستحالة الوصول إلى ياكشيلان وتونينا، وهما من أهم آثار المايا، بسبب تفاقم الوضع الأمني والنزاعات على الأراضي.
كما كشف مرشدون سياحيون، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم خشيةً على سلامتهم، أن الوصول إلى مواقع أخرى يتطلب المرور عبر نقاط تفتيش تسيطر عليها العصابات المسلحة.
شهدت ولاية Chiapas خلال العام الماضي تصاعدًا حادًا في العنف المرتبط بعصابات المخدرات، ما ألحق خسائرًا فادحة بقطاع السياحة الذي يمثل مصدر رزق رئيسيًا للسكان المحليين.
وأفاد المرشدون بأن مسلحين عادةً ما يقومون بدوريات على الطريق المؤدي إلى موقع بونامباك، أحد أشهر مواقع المايا المعروفة بلوحاتها الجدارية.
أما بحيرة لاغارتيرو، وهي نقطة جذب سياحية أخرى، أصبحت بحسب التقارير، تحت سيطرة أعضاء العصابات الذين يفرضون نقاط تفتيش على الطرقات ويطالبون المسافرين بتسليم بطاقات الهوية والهواتف المحمولة غير المقفلقة.
وتبرر العصابات المتنافسة إقامة هذه النقاط بمراقبة تحركات بعضها البعض.
ورغم تشديد الحكومة المكسيكية على سلامة المواقع الأثرية وعدم وقوع أي أذى بحق السياح، يبدي العديد من المرشدين السياحيين عدم استعدادهم للمخاطرة، ويحرصون على البقاء بعيدًا عن الأنظار المتيقظة لأفراد العصابات.
تبرز هذه الأزمة تحديًا كبيرًا أمام الحكومة المكسيكية لحماية تراثها الثقافي والحفاظ على سلامة الزوار المحليين والدوليين
. كما تلقي الضوء على العواقب المدمرة لعنف عصابات المخدرات والسياحة.