دافعت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، ناليدي باندور، عن القضية التي قدمتها بلادها إلى محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، ودعت جميع الدول لوقف تمويل الحرب الإسرائيلية على غزة.
وخلال مؤتمر صحفي في بريتوريا، اليوم الأربعاء، أكدت رئيسة الدبلوماسية الجنوب أفريقية مجددا أن إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة.
وأشارت إلى أن عدد الفلسطينيين الذين يقتلهم الجيش الإسرائيلي يوميا يتخطى بكثير معدل القتلى في كل النزاعات التي شهدها العالم خلال السنوات الأخيرة.
وأضافت باندور أن جنوب أفريقيا لجأت إلى أعلى محكمة في الأمم المتحدة لوقف تلك الإبادة والتدمير، من منطلق إرثها النضالي والحقوقي، وإيمانها بالدفاع عن حقوق الإنسان والشعوب في العالم.
وقف تمويل الحرب
وقالت باندور إن هناك التزاما على جميع الدول بأن توقف تمويل وتسهيل العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة بعدما أشارت محكمة العدل الدولية بوضوح إلى أن تلك الأعمال قد تمثل إبادة جماعية.
وأمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل الأسبوع الماضي باتخاذ كل الإجراءات التي في وسعها لمنع قواتها من ارتكاب أعمال إبادة جماعية واتخاذ إجراءات لتحسين الوضع الإنساني للفلسطينيين في غزة، في قضية رفعتها جنوب أفريقيا.
ولم تصل المحكمة إلى حد المطالبة بوقف إطلاق النار، ولم تحكم بعد في جوهر قضية جنوب أفريقيا، المتعلق بوقوع إبادة جماعية في غزة. وقد يستغرق صدور الحكم سنوات.
وقالت الوزيرة الجنوب أفريقية أيضا إنها التقت بالمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الأسبوع الماضي لمناقشة الدعوى المشتركة التي رفعتها بلادها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مع دول أخرى بشأن الوضع في الأراضي الفلسطينية.
وأضافت للصحفيين “سألته لماذا استطاع إصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولم يستطع القيام بالأمر نفسه مع رئيس وزراء إسرائيل. ولم يجب على هذا السؤال؛ لكنني قرأت بعض ما قاله بأن التحقيقات لا تزال جارية”.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق بوتين في مارس/آذار الماضي، واتهمته بالإشراف على الترحيل غير القانوني لأطفال من أوكرانيا.
وكان رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا أشاد بحكم محكمة العدل الدولية الذي صدر الأسبوع الماضي باعتباره خطوة نحو العدالة، وقال إنه يتوقع أن تلتزم إسرائيل به.
وظلت جنوب أفريقيا على مدى عقود مناصرة قوية للقضية الفلسطينية، إذ تقارن محنة الفلسطينيين بمحنة السود في جنوب أفريقيا في ظل نظام الفصل العنصري. وتنفي إسرائيل اتهامات الإبادة الجماعية، وترفض المقارنة بحقبة الفصل العنصري.