استهدفت جماعة الحوثي اليمنية سفينة بريطانية كانت تبحر جنوب عدن بعد ساعات من إعلانها استهداف سفينة تجارية أميركية كانت متجهة إلى إسرائيل، في المقابل قال الجيش الأميركي إنه قصف 10 طائرات مسيرة كانت معدة للإطلاق غربي اليمن فجر اليوم الخميس.
فقد أفادت وكالة “يو كيه إم تي أو” البريطانية، التي تديرها القوات البحرية الملكية، في بيان بأنها تلقت “تقريرا عن حادثة على بعد 57 ميلا بحريا نحو غرب الحُديدة في اليمن”، مشيرةً إلى أن “السفينة أبلغت عن حدوث انفجار على مسافة من جانبها الأيمن”.
وأكدت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية وقوع الانفجار، مشيرة إلى أن السفينة وفريقها بخير، ودعت الهيئة السفن المبحرة في منطقة بحر الأحمر إلى توخي الحذر وضرورة الإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة.
كما نشرت صحيفة تلغرام البريطانية نبأ استهداف الحوثيين السفينة البريطانية، التي تحمل اسم “كوي”، وكانت السفينة أبلغت بوقوع انفجار سابق صباح اليوم الخميس، وفق الصحيفة.
وقال سكان إن الحوثيين أطلقوا صاروخا صوب البحر من معسكر في مدينة إب، التي تخضع لسيطرتهم وسط اليمن.
ويأتي هذا الهجوم بعد ساعات من إعلان الحوثيين استهداف سفينة أميركية في خليج عدن كانت متّجهة إلى أحد الموانئ الإسرائيلية.
وجاء في بيان نشره المتحدث العسكري باسمهم العميد يحيى سريع فجر اليوم الخميس، أن “القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت سفينة تجاريةً أميركية كانت متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة وذلك بعدة صواريخ بحرية مناسبة أصابتها بشكل مباشر”.
ولاحقًا، أكدت شركة “أمبري” للأمن البحري إصابة سفينة تجارية قبالة اليمن، قائلة “ورد أن سفينة تجارية استُهدفت بصاروخ أثناء إبحارها.. جنوب غرب عدن اليمنية”، مضيفة أن “السفينة أبلغت عن انفجار” على متنها. لكن أمبري لم تحدد هوية السفينة.
قصف اليمن
من جهته، أعلن الجيش الأميركي أنه قصف 10 طائرات مسيرة كانت معدة للإطلاق غربي اليمن فجر اليوم الخميس، كما قال إنه أسقط صاروخا باليستيا مضادا للسفن و3 طائرات مسيرة في خليج عدن، ودمر محطة تحكم أرضية.
وينفّذ الحوثيون منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعما لقطاع غزة الذي يشهد عدوانا إسرائيليا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ولمحاولة ردعهم، شنّت القوات الأميركيّة والبريطانية يومي 12 و22 يناير/كانون الثاني الماضي سلسلة ضربات على مواقع عسكرية تابعة لهم في اليمن. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ يقول إنها معدّة للإطلاق.
وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة، معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت “أهدافا مشروعة”.
وساطة صينية
على صعيد آخر، قال زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين) عبد الملك الحوثي اليوم الخميس إن الولايات المتحدة لجأت إلى الصين من أجل التوسط لإقناع الحوثيين بوقف عملياتهم في البحر الأحمر.
وأضاف في كلمة متلفزة بثتها قناة المسيرة الفضائية التابعة للجماعة، أن “الضربات الأميركية والبريطانية على اليمن فاشلة ولا تأثير لها، ولن تحدّ من قدراتنا العسكرية، ومن بوادر فشلها سعي الولايات المتحدة إلى الاستعانة بالصين من أجل أن تسعى للوساطة والإقناع بوقف عملياتنا المساندة للشعب الفلسطيني”.
وقال إن “الصيني يدرك مصلحته أنها ليست في أن يسير تبعا للأميركي، ويعرف ما يفعله الأميركي في تايوا”، في إشارة إلى الخلاف بين واشنطن وبكين بشأن تايبيه.
وتابع أن “على بريطانيا أن تأخذ الدرس من سفينتها التي احترقت من الليل إلى الليل وسيلحق بنفسها وباقتصادها الضرر من دون نتيجة”.
واستطرد أن الأميركيين والبريطانيين “لا يستطيعون أن يحموا حتى سفنهم، وحتى قطعهم البحرية من مدمرات وبارجات من الاستهداف”، مشددا على أنه لا يمكن لجماعة الحوثي السكوت عما يحدث في قطاع غزة، وأنه “يجب أن يدفع العدو مقابل ذلك الثمن الباهظ”، مؤكدا استمرارهم في عملياتهم “طالما استمر العدوان والحصار على غزة”.
قلق مصري
على صعيد آخر، عبّر وزير الخارجية المصري سامح شكري عن قلق بلاده البالغ نتيجة للعمليات العسكرية التي يشهدها المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، وتأثيرها على حركة الملاحة الدولية.
وحذر شكري مما سماها النتائج الوخيمة المترتبة عن توسيع رقعة الصراع في المنطقة.