يصادف اليوم ذكرى وفاة أحمد الكاشف (1878 – 1948م)، شاعر مصري معروف من أصل شركسي، كان معاصراً للشاعر أحمد شوقي، وله مواقف وطنية مشهودة.
ولد في قرية القرشية من محافظة الغربية بمصر عام 1878م الموافق 1295 هـ. جيء بوالده طفلاً صغيراً من شمال القفقاس إلى مصر، فتبناه ذو الفقار كتخداي وتولى تربيته.
ويقال أن والدته خديجة بنت سليمان من أصل موارلى باليونان وأن خالته كانت متزوجة من أمين باشا الشمسى سرتجار بندر الزقازيق وأحد المتحمسين للثورة العرابية.
تعلّم القراءة والكتابة ومباديء اللغة الفرنسية وتقويم البلدان والحساب والتاريخ والهندسة والنحو واللغة.
كان له ميل كبير إلى التصوير فعمل على تنمية هذا الميل، كما كان له ميل للاستماع إلى الموسيقى، إهتمّ كثيراً بدراسة تواريخ وسير حياة النابغين والمتميزين بالتفوق والإبداع.
بدأت موهبته الشعرية في الظهور في سن السادسة عشر، نشر المقالات في صحيفتي الأهالى والعمدة وهو في السابعة عشر، كما راسل الصحف والمجلات الأدبية فنشرت قصائده ومقالاته إلا أنه لم يجمعها في كتاب.
وغلبت السياسة أشعاره، وسجل بعض الوقائع مثل زلزال بعاصمة الخلافة العثمانية، وأخرى عند رحيل اللورد كرومر عن مصر1907، وامتاز بالحس الوطني والدعوة إلى مقاومة الاحتلال، كما دعا إلى رقي المجتمع والقيم الراقية، ويعتبر أفضل من أنصفوا الزعيم أحمد عرابي بعد عودته من المنفى:
وبدأ نظم الشعر في مطلع حياته الأدبية مادحا الأدباء والكتّاب الكبار، كوسيلة ممتازة للإتّصال بهم والتفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم.
وصدر شعره الذي كتبه أثناء حياته في جزئين من مجلّدين كبيرين بعنوان ديوان الكاشف. قال عنه الشاعر خليل مطران يصف طبيعة شعره: “الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجا، ومُقرِّع أُمم، ومُرشِد حيارى”.
واتهم وهو في عمر الرابعة والعشرين بالدعوة لإنشاء خلافة عربية يشرف على عرشها مصر، كما ذكر في ترجمته لنفسه، ووصل الأمر إلى الخديو عباس حلمي، فعمل على رضاه فأمر بالاقامة الجبرية في قريته، فظل في القرشية لا يتركها إلا مستتراً حتى وفاته في 29 مايو 1948.