أعلنت وكالة الفضاء المأهول الصينية أن الصين سترسل 3 رواد فضاء بينهم أول مدني إلى محطتها الفضائية “تيانغونغ” غدا الثلاثاء، ضمن جزء من عملية التبديل المتناوب للطاقم، في خامس مهمة مأهولة إلى موقع الفضاء الصيني منذ عام 2021.
وستنطلق مركبة الفضاء “شنتشو-16” على متن صاروخ حامل من طراز “لونغ مارش 2إف” في الساعة 09:31 صباحا (01.31 بتوقيت غرينتش).
وقال لين شيكيانغ الناطق باسم الوكالة الصينية للرحلات الفضائية المأهولة، في مؤتمر صحفي في بكين، إن رائد الفضاء غي هايشو أستاذ في جامعة علوم الجو والفضاء.
وكان جميع رواد الفضاء الصينيين الذين انطلقوا في رحلة إلى الفضاء ينتمون إلى الجيش الصيني.
وأوضح الناطق أن غي “سيكون مسؤولا بشكل أساسي في المدار عن إدارة الشحنات” المخصصة للتجارب في علم الفضاء.
وسيعمل رائد الفضاء المدني في المدار إلى جانب قائد المهمة جينغ هايبنغ ورائد الفضاء جو يانجو.
“حلم الفضاء”
وتكثر المشاريع المنضوية ضمن “حلم الفضاء” الصيني في ظل حكم الرئيس شي جي بينغ.
ويستثمر هذا البلد الآسيوي الكبير منذ عقود مليارات الدولارات في برنامجه الفضائي الذي يديره الجيش، وقد سمح له ذلك بتعويض جزء كبير من تخلفه عن الأميركيين والروس في هذا المجال.
وأرسلت الصين أول رائد فضاء في عام 2003، وباتت المحطة الفضائية تيانغونغ (القصر السماوي) تعمل بكامل طاقتها منذ نهاية عام 2022.
وفي 2019 حطّت مركبة صينية على الجانب المظلم من القمر، وفي 2021 أرسلت الصين روبوتا صغيرا إلى سطح المريخ، وتنوي إرسال أول طاقم باتجاه القمر بحلول 2029.
والتحم الجزء الأخير من المحطة الفضائية بنجاح مع الهيكل الرئيسي لهذه المنشأة في 2022.
وهذه المحطة الصينية مجهزة بمعدات علمية متطورة، لا سيما “أول نظام ساعة ذرية باردة” مخصصة للفضاء، على ما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا).
ومن المتوقع أن تسبح “تيانغونغ” في الفضاء على مدار أرضي متدني العلو على ارتفاع 400 إلى 450 كيلومترا، مدة عقد على الأقل، للسماح للصين بالمحافظة على وجود بشري على المدى البعيد في الفضاء.
وسترسل طواقم على نحو دائم لضمان استمرار الوجود البشري في المختبر المداري، وستجري تجارب علمية وتختبر تكنولوجيات جديدة.
ولا تنوي بكين استخدام المحطة لأغراض التعاون مع دول أخرى كما الحال مع محطة الفضاء الدولية، لكنها تؤكد أنها منفتحة على تعاون لم تحدد مداه.
واستبعدت الصين من محطة الفضاء الدولية في 2011 عندما منعت واشنطن وكالة الفضاء الأميركية من أي تعاون مع بكين.