انتشل فلسطينيون، اليوم السبت، عددا من جثث الشهداء الملقاة في الشوارع بعد ساعات من انسحاب إسرائيلي جزئي من مناطق غرب مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية أن عددا من جثث الشهداء الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي، تم نقلها إلى مستشفى المعمداني في المدينة، خاصة من المناطق التي شهدت انسحابا جزئيا للجيش وهي الجامعات والكتيبة ومفترق الصناعة.
ونُقل بعض هذه الجثث بـ”الطرق البدائية على ظهر عربات تجرها الأحصنة”.
كما وثقت مشاهد مصورة حجم عمليات التجريف الواسعة التي نفذها الجيش الإسرائيلي داخل الشوارع الرئيسية والمفترقات في منطقة الجامعات والصناعة في حي الرمال بمدينة غزة.
وبحسب مراسل وكالة الأناضول، فإن عددا من الشهداء تم انتشالهم من مراكز لإيواء النازحين تعرضت لاستهداف إسرائيلي مباشر.
وأفاد شهود عيان أن عددا من الجرحى كانوا في منطقة الكتيبة، ناشدوا لإجلائهم لتلقي العلاج وسط تعذر انتقالهم بسبب أوضاعهم الصحية.
ولم يصدر على الفور إحصائية من وزارة الصحة الفلسطينية حول أعداد الشهداء التي تم العثور عليها بعد الانسحاب الإسرائيلي.
وكشف هذا الانسحاب الجزئي أيضا عن دمار واسع في المنازل والبنى التحتية، وإحراق للمنازل التي لم يتم تسويتها بالأرض.
دمار كبير
في السياق ذاته، أظهرت مشاهد مصورة حالة الدمار الواسعة التي خلّفها القصف والتوغل الإسرائيلي بمنطقة حي تل الهوا في مدينة غزة على مدار نحو أسبوعين ماضيين.
ودمرت الطائرات الإسرائيلية بشكل كامل برج القاهرة السكني؛ وهو واحد من أبرز الأبراج بالحي.
وبعد حوالي 15 يوما، خرج السكان المحاصرون من منازلهم وتفاجؤوا بحجم الدمار والخراب والقصف الذي تعرضت له المنطقة والمباني والمنازل السكنية.
وقال شاهد عيان: “طائرات إسرائيلية مسيّرة “كواد كابتر” كانت تطلق النار 4 مرات يوميا على المنازل المسكونة وغير المسكونة وكنا نحتمي في الطابق الأرضي”.
وأضاف شاهد عيان من سكان المنطقة: “الأيام كانت صعبة جدا، لم نجد الطعام، والأوضاع كانت مقلقة جدا”.
وخرجت العائلات للشوارع من أجل جمع الأخشاب والمقتنيات لاستخدامها في إشعال النار لتجهيز الغذاء.
ندرة المياه والغذاء
وتحدث شاهد عيان آخر عن ظروف حصار السكان بالحي: “اتخذنا قرارا بأن نلتزم بيوتنا مع توغل الجيش الإسرائيلي، لأن الجيش يستهدف السكان أثناء خروجهم ويستهدفهم في الطرقات، بقينا في منزلنا رغم ندرة المياه والغذاء، ووضعنا معادلة الخروج مع معادلة الموت”.
وأضاف: “عندما ينسحب الجيش الإسرائيلي، نعمل للبحث عن الماء والحطب لإشعال النار لتجهيز الطعام للأطفال”.
وقالت طفلة حوصرت خلال التوغل الإسرائيلي: “تعرضنا لإطلاق نار من الطائرات المسيّرة الإسرائيلية والآليات، مكثنا داخل الطابق الأرضي، شعوري كان صعبا بسبب القصف، عشنا حصارا أول مرة وبعد ذلك حاولنا تأمين الطعام وبعد ذلك دخلنا في حصار ثانٍ”.
ومنذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، بدأ الجيش بالانسحاب التدريجي من مناطق بمحافظة شمال القطاع، ليتبعها في بداية يناير/كانون الثاني الماضي انسحابات جزئية من أحياء ومناطق بمحافظة غزة.
وبين الفينة والأخرى، تشهد بعض المناطق في محافظتي غزة والشمال تقدما جزئيا للآليات الإسرائيلية ضمن مناورة ينفذ خلالها الجيش عمليات عسكرية ومن ثم يعاود للانسحاب بعد أيام.
وتواصل إسرائيل عدوانها العسكري في مناطق مختلفة من قطاع غزة ضمن هجومها البري الذي بدأ في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.