13/2/2024–|آخر تحديث: 13/2/202407:06 م (بتوقيت مكة المكرمة)
يدخل الفلسطينيون النازحون في رفح، الواقعة على الحدود الفلسطينية المصرية والتي لجأ لها أهالي غزة باعتبارها “ملاذا آمنا” بعد الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب الإسرائيلية في مناطقهم، غمار رحلة نزوح جديدة مجهولة الوجهة بعد ليلة صعبة عاشوها في المدينة وتحسبا لعملية اجتياح محتملة من قبل جيش الاحتلال.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على شمال ووسط القطاع، أثار القصف العنيف مخاوف السكان ودفع العديد منهم للنزوح من مناطقهم إلى مناطق أخرى هربا من الموت.
وما يلبث المواطنون الغزاويون أن يمكثوا في منطقة فيها شيء من الأمان إلا ويعاودوا مغادرتها مجددا للبحث عن أمن مفقود في أرض غزة المحاصرة.
وتستمر رحلة النزوح هذه التي بدأت من الشمال إلى الجنوب ليستقر بهم المطاف في رفح، ثم يعاودوا مرة أخرى رحلتهم التي لا تنتهي بالرجوع إلى وسط القطاع.
وبين كر وفر بين مدن وأحياء القطاع تعب النازحون من الهروب نجاة بأرواحهم وتأمينا لأطفالهم، لكن السؤال الأهم بالنسبة لهم بعد كل الدمار الذي لحق بمنازلهم ومدنهم وفي ظل انعدام شبه تام لمقومات الحياة الأساسية هو “وين نروح؟”.
وقد وثق الصحفي الفلسطيني هاني أبو رزق -عبر صفحته على إنستغرام- نزوح الآلاف من الفلسطينيين من رفح بعد قصف عنيف شنه الاحتلال الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة أدى إلى وقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى.
ومع انتشار وسم “#رفح” تعليقا على الأزمة الحالية، تفاعل المدونون على مواقع تواصل مع رحلة النزوح الجديدة منتقدين المواقف الدولية اتجاه الحرب الإسرائيلية على غزة ومشككين بوجود أي مكان آمن داخل القطاع.
كان الأولى بهم عدم المغادرة، لن يأمنوا في أي مكان ٱخر المختل يكذب عليهم ، كان الأجدر بهم أن يثبتوا في #رفح ليصعبوا عليه عملية الاجتياح..#رفح
— Boune Ahmad (@ahmad48504) February 13, 2024
ورأى آخرون أن آلاف النازحين الخارجين من رفح ذاهبون لمصير مجهول في ظل التوترات المتصاعدة مع استمرار التهديد الإسرائيلي وتدهور الأوضاع الإنسانية في جميع أنحاء القطاع.
حيرة وتشريد نزوح بالآلاف من رفح باتجاه المجهول ..لا مكان آمن …نهرب بأطفالنا من الموت إلى الموت ….حسبنا الله ولينا… pic.twitter.com/qidvgDuvmN
— Najim Radwan (@NajimRadwan) February 12, 2024
ودونت نازحة من رفح معاناتها مع النزوح بالقول: “تركنا المنطقة والبيت والأهل والأصحاب بخان يونس وذهبنا للمنطقة الآمنة التي روج الاحتلال الإسرائيلي لها لنعود اليوم لرحلة نزوح جديدة بعيدة عن أماكن النزوح السابقة”.
بعد أكتر من شهرين نزوح من بيوتنا ومناطقنا وتركنا حياتنا وأهلنا وأصحابنا بخانيونس ذهاباً للمنطقة الآمنة حسب ترويج الإحتلال ، راح ننزح كمان مرة من رفح لخانيونس لندور على مكان أمان وياريت كان لنرجع بيوتنا على العكس تماماً احنا هنرجع ننزح بعيد عن بيوتنا مرة تانية لأنو رفح مش أمان..
— HuDa El-astal (@HuDaAstl) February 12, 2024
وتأتي حركة النزوح العكسية من رفح بعد استشهاد أكثر من 100 فلسطيني وإصابة العشرات -معظمهم نساء وأطفال- في قصف إسرائيلي عنيف على منازل ومساجد في المدينة الواقعة جنوبي القطاع، في حين دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الخامس مخلفه أكثر من 28 ألفا و176 شهيد و67 ألفا و784 جريحا بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.