أعاد جيش الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الثلاثاء- اقتحامه لمدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، للمرة الثانية خلال ساعات. بعد اقتحامها الليلة الماضية ضمن عدة مدن بالضفة، التي بلغ عدد مواطنيها المعتقلين لديه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي 7 آلاف معتقل.
وقال شهود عيان إن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت مدينة جنين ومحيط مخيمها، للمرة الثانية خلال ساعات من عدة محاور وحاصرت عدة أحياء، وسط تحليق لطائرات مسيرة. كما دفع بتعزيزات عسكرية إلى هناك.
وفي وقت سابق نفذ جيش الاحتلال عملية عسكرية في مدينة جنين ومخيمها فجر اليوم استمرت نحو 5 ساعات، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة بين مقاومين و قوات الاحتلال التي دمرت البنى التحتية في أنحاء متفرقة من المخيم.
وأعلن جيش الاحتلال إصابة اثنين من جنوده بـ”جروح طفيفة” خلال اقتحامه مخيم جنين صباح اليوم وتم نقلهما لتلقي العلاج.
كما نفذ جيش الاحتلال سلسلة اقتحامات لمدن ومخيمات بالضفة الغربية، فاستشهد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال فجر اليوم في مدينة قلقيلية، وأفاد شهود عيان بأن الشاب أصيب برصاصة في الرأس بعد تعرضه لإطلاق نار من قوات الاحتلال في منطقة البيرين جنوبي المدينة وتَركه ينزف حتى فارق الحياة.
وكان الهلال الأحمر الفلسطيني قد أعلن في وقت سابق أن قوات الاحتلال منعت طواقمه من الوصول إلى الشاب وإسعافه إلى أن انسحبت من المنطقة.
وفي بلدة الولجة قرب مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية هدم جيش الاحتلال شقتين سكنيتين في بلدة بدعوى البناء دون ترخيص، وقال خضر الأعرج رئيس مجلس قروي الولجة إن قوة كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت القرية برفقة جرافات وهدمت شقتين بدعوى البناء دون ترخيص.
وأشار إلى أن السلطات الإسرائيلية تواصل سياساتها بهدم المنازل الفلسطينية. وأضاف: مئات المنازل على مدار السنوات الماضية، تم هدمها في الولجة بدعوى البناء دون ترخيص.
7 آلاف معتقل
وفيما يتعلق بحملات الاعتقالات التي يواصلها جيش الاحتلال خلال الاقتحامات في الضفة أصدرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني. بيانا مشتركا اليوم جاء فيه أن عدد المعتقلين الفلسطينيين بالضفة الغربية بلغ 7 آلاف معتقل منذ عملية طوفان الأقصى منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عقب اعتقال الجيش الإسرائيلي 22 آخرين خلال اقتحام عدة محافظات مساء الاثنين وفجر الثلاثاء.
وأوضح البيان أن حصيلة الاعتقالات تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا رهائن، مضيفا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ مساء أمس الاثنين وحتى صباح اليوم الثلاثاء 22 مواطنا على الأقل من الضفة، بينهم طفل وأشقاء وأسرى سابقون.
وذكرالبيان أن عمليات الاعتقال تركزت في محافظة جنين فيما توزعت بقية الاعتقالات في محافظات قلقيلية وسلفيت وبيت لحم والخليل ورام الله والقدس، وقال إن الاعتقالات رافقتها عمليات تخريب وتدمير منازل المواطنين، إلى جانب الضرب المبرح بحق المعتقلين وعائلاتهم، ومصادرة أموال.
على الصعيد نفسه، نظم عشرات الفلسطينيين، بمدينة البيرة بالضفة الغربية اليوم وقفة تضامنية مع الأسرى بالسجون الإسرائيلية، بدعوة من المؤسسات المختصة بشؤون الأسرى والقوى الوطنية والإسلامية.
وشارك في هذه الوقفة عدد من ذوي الأسرى، وندد المشاركون فيها بالممارسات الإسرائيلية بحق الأسرى، وطالبوا بتدخل دولي وحقوقي عاجل.
وقال رئيس الهيئة العليا لشؤون الأسرى في رام الله أمين شومان -على هامش الوقفة- إن الأسرى في السجون الإسرائيلية يتعرضون منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى الاعتداء والتجويع والإذلال، مضيفا أن ما يحدث في السجون الإسرائيلية لم يحدث مثيل له سواء في غوانتانامو أو أبو غريب.
وتشهد الضفة الغربية موجة توتر ومواجهات ميدانية بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال، تتخللها عمليات دهم واعتقال للفلسطينيين، بالتزامن مع حرب مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء.