تشهد الولايات المتحدة انتخابات تمهيدية لاختيار المرشحين للسباق نحو البيت الأبيض، إذ من المقرر أن يتوجّه الناخبون الأميركيون إلى صناديق الاقتراع في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري لاختيار رئيس للبلاد.
ويهيمن على النظام السياسي في الولايات المتحدة حزبان فقط، ينتمي كل رؤساء أميركا في العصر الحديث لأحدهما، هما الحزب الديمقراطي الليبرالي الذي ينتمي إليه الرئيس الحالي جو بايدن، والحزب الجمهوري المحافظ الذي ينتمي إليه سلفه الرئيس السابق دونالد ترامب.
ويتنافس ترامب والسفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي على نيل ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، في حين يعد بايدن المرشح الفعلي للحزب الديمقراطي.
كما يتنافس أيضا عدد من المرشحين المستقلين الطامحين لخوض السباق نحو البيت الأبيض. وهذه معلومات عن المرشحين للسباق الرئاسي والساعين لنيل ترشيح أحزبهم له:
المتنافسون لنيل ترشيح الحزب الجمهوري
دونالد ترامب
يعدّ دونالد ترامب (77 عاما) المرشح الأوفر حظا بترشيح الحزب الجمهوري، رغم القضايا المرفوعة ضده في المحاكم الأميركية، مما يعد أمرا غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة.
وقد وظف ترامب ملاحقته قضائيا في عدة قضايا لتعزيز شعبيته بين الجمهوريين وجمع التمويل لحملته الانتخابية، حتى بات المرشح الجمهوري الأبرز، إذ تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن 64% من الجمهوريين يؤيدونه.
وفاز ترامب في منافسات الترشح المبكرة في ولايات أيوا ونيوهامبشير ونيفادا. ويسعى لاستبدال قيادة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري واختيار كبار حلفائه قبل المؤتمر الوطني للحزب لاختيار مرشحه للانتخابات في يوليو/تموز المقبل.
نيكي هيلي
تركز نيكي هيلي (52 عاما)، وهي حاكمة سابقة لولاية كارولينا الجنوبية وكانت سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة في عهد ترامب، على شبابها النسبي مقارنة ببايدن (81 عاما) وترامب (77 عاما)، فضلا عن خلفيتها حيث تنحدر من أسرة مهاجرة من الهند.
واكتسبت هيلي سمعة طيبة في الحزب الجمهوري باعتبارها شخصية محافظة قوية وتملك القدرة على معالجة القضايا المتعلقة بالمرأة والعرق على نحو أكثر مصداقية من العديد من أقرانها.
بيد أن أحدث استطلاعات الرأي تشير إلى أن نسبة تأييدها بين الجمهوريين لا تتجاوز 19%، مما يقلل من حظوظها أمام ترامب الذي يحظى بتأييد نحو 64% من الجمهوريين.
المتنافسون لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي
جو بايدن
سيتعين على بايدن، الذي يعد أكبر رؤساء الولايات المتحدة سنا على الإطلاق، إقناع الناخبين بقدرته على تحمل البقاء في منصب الرئاسة لأربع سنوات أخرى في ظل ضعف معدلات تأييده وتقرير صدر مؤخرا عن مستشار خاص ألمح إلى أنه يعاني من ضعف في الذاكرة.
وانتقد بايدن التقرير، ويقول حلفاؤه إنه يرى أنه المرشح الديمقراطي الوحيد القادر على هزيمة ترامب وحماية الديمقراطية. وقد أظهر استطلاع رويترز/إبسوس الأحدث حصول بايدن على نسبة تأييد بلغت 34%، في حين حصل ترامب على 37%، مع هامش خطأ يقدر بنحو 2.9 نقطة مئوية.
ويواجه بايدن انتقادات حادة من بعض زملائه الديمقراطيين لدعمه إسرائيل في حربها على قطاع غزة ورفضه وقف إطلاق النار رغم سقوط أكثر 28 ألفا و400 شهيد فلسطيني والدمار الهائل الذي لحق بالقطاع والحصار المفروض على سكانه من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
دين فيليبس
أعلن دين فيليبس (55 عاما)، وهو عضو بالكونغرس الأميركي عن ولاية مينيسوتا لا يتمتع بشهرة تذكر، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أنه سيخوض السباق الصعب أمام بايدن لأنه يعتقد أن الرئيس غير قادر على الفوز بولاية أخرى.
يرفع فيليبس، وهو مليونير ورجل أعمال، شعار إصلاح أميركا واقتصادها، لكنه فشل في الفوز بتأييد أي من مندوبي الحزب الديمقراطي في كارولينا الجنوبية، واحتل المركز الثاني في نيوهامبشير، ولم يظهر في بطاقة الاقتراع في نيفادا.
مرشحون مستقلون
روبرت إف. كينيدي الابن
يخوض روبرت كينيدي (70 عاما) السباق بصفة مرشح مستقل بعد أن تحدى بايدن في البداية على ترشيح الحزب الديمقراطي، لكنه يحتل مرتبة متأخرة كثيرا في استطلاعات الرأي.
وأظهرت استطلاعات للرأي في الآونة الأخيرة أجرتها رويترز/إبسوس أن كينيدي قد يؤثر سلبا على شعبية بايدن أكثر من تأثيره على ترامب في الانتخابات الرئاسية، لأن المرشحين المستقلين يؤثرون في نتائج الانتخابات الأميركية حتى وإن لم يفوزوا فيها.
كورنيل وست
أعلن الناشط السياسي الأميركي كورنيل وست (70 عاما) عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 بصفة مرشح مستقل.
في البداية أعلن وست، وهو فيلسوف وأكاديمي من أصول أفريقية، أنه سيترشح عن حزب الخضر، لكنه قال في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إن الناس “يريدون سياسات جيدة بدلا من السياسات الحزبية”، وأعلن ترشحه بصفة مستقل، ووعد بالقضاء على الفقر وتوفير السكن للفقراء.
جيل ستاين
أعلنت الطبيبة جيل ستاين (73 عاما) في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عزمها الترشح عن حزب الخضر، الذي كانت قد ترشحت من خلاله في عام 2016، واتهمت الديمقراطيين بالنكوث بوعودهم “تجاه العمال والشباب وقضايا المناخ مرات عديدة، في حين لم يقدم الجمهوريون حتى مثل هذه الوعود أصلا”.
وجمعت ستاين ملايين الدولارات لإعادة فرز الأصوات بعد فوز ترامب المفاجئ في انتخابات 2016، ولم يسفر ذلك إلا عن إعادة فرز الأصوات في ولاية ويسكونسن، حيث أظهرت النتائج فوز ترامب.