قال حزب الله اللبناني إنه قصف كريات شمونة شمال إسرائيل مرتين بعدد من صواريخ فلق وبعشرات صواريخ الكاتيوشا، ردا على غارات إسرائيلية على بلدات في جنوب لبنان، أوقعت عدة قتلى بينهم قيادي بارز في الحزب.
وقال الحزب إن قصفه لكريات شمونة يأتي في إطار الرد على الغارات الإسرائيلية، التي استهدفت مدينة النبطية وبلدة الصوانة جنوبي لبنان.
كما أعلن الحزب أنه نفّذ 8 عمليات ضد مواقع إسرائيلية، وأشار إلى أنه قصف مواقع بركة ريشا والناقورة البحري ورويسات العلم والسماقة والراهب والمرج ومحيط ثكنة زرعيت، وثكنة زبدين في مزارع شبعا المحتلة.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن 14 صاروخا استهدفت مدينة كريات شمونة في الجليل الأعلى، وأن صفارات الإنذار أخفقت في رصد صاروخين سقطا فيها.
ونعى حزب الله 8 من مقاتليه قال إنهم استشهدوا في جنوب لبنان، من بينهم: علي محمد الدبس من بلدة بلاط جنوب لبنان، وحسن إبراهيم عيسى من بلدة حومين التحتا، وحسين أحمد عقيل من بلدة الجبين الجنوبية، قتلوا الأربعاء الماضي، دون إضافة مزيد من التفاصيل.
وبذلك، ارتفع عدد قتلى حزب الله منذ بدء التصعيد العسكري مع إسرائيل في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى أكثر من 200 قتيل.
من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي أنه قتل الأربعاء الماضي القائد الرئيس بقوة الرضوان محمد الدبس، ونائبه حسن إبراهيم عيسى، وعنصرا آخر في غارة على مبنى عسكري لحزب الله في النبطية بجنوب لبنان، قائلا إن الدبس قاد وخطط ونفذ العديد من الهجمات ضد إسرائيل، لا سيما خلال الحرب.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن الدبس كان أحد العقول المدبرة للهجوم على مفرق مجدو في مارس/آذار الماضي، حين تسلل شخص من لبنان وزرع عبوة ناسفة قبل مقتله بإطلاق نار خلال مطاردة له.
وتسببت الغارة على النبطية كذلك بمقتل سبعة مدنيين من العائلة ذاتها، فيما تسببت ضربة على بلدة الصوانة بمقتل ثلاثة مدنيين، هم سيدة مع طفلين من العائلة ذاتها.
غارات إسرائيلية
في غضون ذلك أفاد مراسل الجزيرة أن الطائرات الإسرائيلية شنت أكثر من 15 غارة على مناطق متفرقة من جنوب لبنان، كما استهدفت منطقة وادي السلوقي بنحو 12 غارة.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن القبة الحديدية اعترضت عددا من الصواريخ فوق مدينة كريات شمونة، التي قُصفت برشقة صاروخية هي الثانية خلال يوم من جنوب لبنان.
وكانت الإذاعة الإسرائيلية قد أفادت أن الرشقة الأولى التي تعرضت لها كريات شمونة جاءت عبر 3 دفعات، حيث أُطلق صاروخان مضادان للدروع دون تفعيل صفارات الإنذار، تلاهما قصف بـ9 صواريخ، ثم رشقة ثالثة بـ3 صواريخ. وأعلنت وسائل إعلام اسرائيلية أن النيران اندلعت في 3 مبان بالمدينة، دون ورود تقارير عن وقوع خسائر بشرية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته شنّت غارات على مبنيين عسكريين لحزب الله في بليدا ومارون الراس، جنوبي لبنان.
وعيد متبادل
يأتي ذلك في وقت قال نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، إن الحزب سيرد على كل عدوان إسرائيلي يستهدف المدنيين في لبنان، موضحا أن الحزب سيعلن ذلك، وسيقول إنه ردّ من أجل المدنيين.
وأضاف نعيم في حفل حزبي أمس الخميس، أن قواعد العمل لدى الحزب هي مِن اختياره، وأن المقدار المحدود من المواجهة حاليا ينسجم مع متطلبات المرحلة.
وأكد أن الحزب لا يخضع للتهويلات الغربية والإسرائيلية، وأنه لن يتراجع عن مساندة غزة مهما كان الثمن، كما شدد على أنه لا نقاش بشأن مستقبل جنوب لبنان إلا بعد توقف العدوان على غزة.
وفي المقابل قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت -خلال تدريب عسكري يحاكي حربا واسعة في الشمال- إن الجيش صعّد درجة واحدة من أصل 10 درجات لديه مع حزب الله، وهدد بأن الطائرات التي تحلّق الآن في سماء لبنان تحمل قنابل أثقل لأهداف أبعد.
وأضاف غالانت أنه ليس لإسرائيل مصلحة في الحرب مع لبنان، لكنها قادرة أن تفعل في بيروت ما فعلته في غزة، وأشار إلى أن إسرائيل قد تدفع ثمنا باهظا إذا وقعت الحرب، لكنها ستكون كارثية للبنان وحزب الله، على حد تعبيره.