تبذل الدولة المصرية جهداً كبيراً كي ينعم اللاجئون فيها بما يتمتع به المواطن المصري ،كذلك دعمها لـ اللاجئين، بما في ذلك توفير التعليم المجاني وخدمات الرعاية الصحية على قدم المساواة مع المصريين.
واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، في ظل علاقة التعاون الممتدة منذ عقود بين مصر ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين، و أهمية التعامل مع ظاهرة تدفقات اللاجئين وكافة أشكال النزوح من خلال مقاربة شاملة، وحرص مفوضية اللاجئين على تعزيز التعاون مع مصر.
مصر واللاجئين السودانيين
وثمن المفوض السامي خلال لقائه بالرئيس السيسي، الجهد المصري الكبير في هذا الإطار والعلاقة الممتدة مع مصر في استيعاب الملايين من النازحين من دول عديدة وأخرها السودان، وأكد الرئيس السيسي، على المقاربة الشاملة في التعامل مع ظاهرة تدفق اللاجئين وأن هذا موقف وسياسة واضحة على مدى سنوات طويلة، مؤكدًا أن مصر لم تتقاعس أبدًا عن دعم أشقائها ودعم النازحين من دول أخرى.
وأكد فيليبو جراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، أن الأمم المتحدة تؤكد أننا بحاجة لـ 3 مليارات دولار بسبب العدد الكبير للاجئين، موضحًا أن هناك ثمة محادثات بشأن عقد مؤتمر المانحين لتعبئة الموارد، وهذه ضرورة ملحة، نحن نتحدث عن المانحين بما في ذلك في منطقة الخليج، فهذه المساعدات يجب أن تتسارع.
وناشد “جراندي”، خلال مؤتمر صحفي أمس الاثنين، الحكومة المصرية التي كانت سخية للغاية وأبقت على الحدود مفتوحة لوصول اللاجئين بمواصلة ذلك، مردفًا: أتفهم وأقدر أن الوضع مليء بالتحديات، والرئيس السيسي، أوضح لي بجلاء مصادر القلق الأساسية بالنسبة لمصر، فهناك مشكلات اقتصادية والخدمات تحت ضغوط هائلة؛ لان السودانيين يستفادون باتفاق حرية الحركة ويمكن أن ينضموا للمدارس المصرية.
وتابع المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، أننا بحاجة لمساعدة العالقين في السودان فهذه مشكلة كبيرة، مشددًا على أنهم يتواجدون في بورتسودان وفي شرق السودان، والولايات المتحدة تدرس كيف يمكن ان توسع تواجدها في مناطق أخرى، مناشدًا المانحين بتسريع مساهمتهم لان البلدان المجاورة بحاجة لذلك، ومصر بالمحافظة على استضافتهم السخية التقليدية تجاه الذين يفرون من ظروف مروعة.
عدد اللاجئين في العالم
وكشف تقرير صادر حديثا عن البنك الدولي، أن عدد اللاجئين في جميع أنحاء العالم بلغ 27 مليونا حتى عام 2021، وعلى الرغم من استضافة العديد من اللاجئين في بلدان مرتفعة الدخل في أوروبا وخارجها، فإن التقرير أكد أن أكثر من 86% منهم لجأ إلى البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل المجاورة.
وتستضيف البلدان متوسطة الدخل أكثر من 63% من النازحين عبر الحدود، وشمل ذلك أكبر عدد من اللاجئين في العالم في تركيا (3.8 ملايين)، يليها الأردن (3 ملايين)، ومن بين البلدان منخفضة الدخل، كانت أوغندا موطنا لما يبلغ 1.5 مليون لاجئ، فر معظمهم من الصراعات الدائرة في جنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
ووفق تقرير البنك الدولي فإن عدد اللاجئين في مصر بلغ 280686 لاجئ بينما بلغ عدد اللاجئين في لبنان مليون و328 ألف و541 لاجئ كما بلغ عدد اللاجئين في إريتريا 121 لاجئ وفي إثيوبيا بلغ عدد اللاجئين 821 ألفا و282 لاجئا، وبلغ عدد اللاجئين في أفغانستان 66 ألفا و949 لاجئا في حين بلغ عدد اللاجئين في ألبانيا 109 لاجئين.
كما بلغ عدد اللاجئين في الجزائر 97 ألف و890 لاجئ وفي أنجولا بلغ عدد اللاجئين 26 ألف و45 لاجئ في حين بلغ عدد اللاجئين في الأرجنتين 4050 لاجئا كما بلغ عدد اللاجئين في أرمينيا 34 الف و728 لاجئ وبلغ عدد اللاجئين في إستراليا 34 ألفا و728 لاجئا، كما بلغ عدد اللاجئين في فرنسا 499 ألف و914 لاجئ في حين بلغ عدد اللاجئين في دولة فينلندا 24 ألفا و78 لاجئا وبلغ عدد اللاجئين في دولة اليونان 119 ألفا و650 لاجئا.
9 ملايين لاجئ في مصر
ويقدر عدد اللاجئين في مصر بنحو 8.7٪ من إجمالي عدد السكان في مصر، بعد أن توافدوا على مصر من 133 دولة، حيث يأتي السودانيون في المرتبة الأولى بنحو أكثر من 4 ملايين لاجئ، يليهم السوريون واليمنيون والليبيون، وجنسيات أخرى كثيرة، وأي وافد إلى مصر من دولة أخرى يكون أمامه خيارين وهم التسجيل تحت مظلة المنظمات الدولية، أو يعيش في الدولة المصرية دون تسجيل لدى أي منظمة.
وبلغ عدد المسجلين إلى نحو 300 ألف شخص فقط من 53 جنسية، ولكن مصر فعليا بها أكثر من 9 ملايين شخص مهاجر من 133 دولة وفقا لتقرير منظمة الهجرة الدولية، هناك نحو 2 مليون مواطن يمني أتوا إلى مصر عقب الصراعات الأخيرة هناك، فضلا عن 900 ألف ليبي يعيشون بمصر بعد الأزمة الليبية، ويوجد أكثر من 3 ملايين سوري بمصر.
وبذلت الدولة المصرية جهودا حثيثة لدعم اللاجئين، فقد انضمت مصر إلى اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بوضع اللاجئين لعام 1951 والبروتوكول الاختيارى لعام 1967، إلى جانب اتفاقية منظمة الوحدة الأفريقية التي تحكم الجوانب المختلفة لمشاكل اللاجئين في أفريقيا لعام 1969، كما لعبت مصر دورا فاعلا في التوصل لإعلان نيويورك عام 2016 والذي أكد أهمية دعم الآليات الدولية القائمة لتعزيز حماية حقوق اللاجئين.
احترام حقوق الانسان بمصر
وبرز دور مصر في دعم اللاجئين من خلال منحهم المساواة بغض النظر عن جنسيتهم، بحيث يكون معيار المساعدات هو مدى الاحتياج لها وليس الجنسية، كما تطالب مصر بتخصيص الموارد الموجهة للاجئين السوريين بدول المنطقة بشكل عادل ومتساو بما يضمن صمود كافة المجتمعات المضيفة لها.
كما تقدم الدولة المصرية خدمات الصحة والتعليم للاجئين وطالبي اللجوء على قدم المساواة مع المصريين بدون تفرقة، وقد نصت اللائحة التنفيذية للقانون رقم (2) لسنة 2018 الخاص بالتأمين الصحي الشامل على شمول الأجانب المقيمين في مصر واللاجئين في منظومة التأمين الصحي الشامل.
كما وسعت أيضا نطاق العديد من الحملات الصحية التي بدأها الرئيس السيسي رئيس الجمهورية، لتشمل اللاجئين وطالبي اللجوء، تتعاون مصر مع المفوضية العليا والمنظمة الدولية للهجرة في عمليات العودة الطوعية أو إعادة التوطين بدولة ثالثة، وذلك في حالة وجود طلب من اللاجئ أو ملتمس اللجوء وبناء على رغبته.
وقال محمود بسيوني، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن مصر لديها تجربة مميزة في التعامل مع اللاجئين على اختلاف جنسايتهم، واهتمامها نابع من حرصها على احترام تعهداتها الدولية بالإضافة إلى رابط الجوار الجغرافي والتاريخي مع الأشقاء في السودان وسوريا، فهي تعاملت معهم كضيوف وأشقاء مرحب معهم وابتعدت تماما عن فكرة وضعهم في مراكز للاجئين وتركتهم للسكن والعمل مثلهم مثل المصريين وتحملت الدولة أعباء توفير المعيشة الكريمة للجميع ووضعت بذلك نموذجا خاصا بها في احترام حقوق الإنسان وحسن معاملة الفارين من مناطق النزاعات وحماية حقهم في الحياة.
إشادة عالمية بدور مصر
وأضاف بسيوني في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن المفوضية السامية أشادت في أكثر من موضع بما تقدمه مصر من تعامل جيد مع اللاجئين وربما خلال زيارة المفوض السامي اطلع على الأرض على الجهد المصري الملحمى الموجود في استقبال الأشقاء السودانيين، مشيراً أن ما تقدمه مصر من دعم للاجئين يؤكد اهتمام مصر بحقوق الإنسان وحقوق اللاجئين جزء أصيل منها ويلفت نظر العالم إلى أن حقوق الانسان هى محور رئيسى من محاور تشكيل الجمهورية الجديد .
وتابع : هذا الجهد لا يتوقف عند استقبالهم على المعابر الحدودية ولكن فيما يقوم به المتطوعين من أبناء أسوان والصعيد من دعم طبى ونفسى وتوفير ما يحتاجه الأشقاء السودانيين من وجبات ساخنه يومياً ، وبالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة إلا أن الشعب المصرى وأجهزة الدولة تحركوا على قلب رجل واحد من أجل تقديم كل أشكال الدعم الاشقاء السودانيين القادمين إلى مصر فى تدعيم أواصر المحبة بين الشعبين الشقيقين .
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتعرف اختصارًا باسم، هي إحدى منظمات الأمم المتحدة، أنشأت بهدف حماية ودعم اللاجئين، بطلب من الأمم المتحدة نفسها، وتساهم اللاجئين في إتمام عودتهم الاختيارية إلى أوطانهم، أو الاندماج في المجتمعات المستقبِلة، أو إعادة التوطين لبلد ثالثة، تقضي ولاية المفوضية بقيادة وتنسيق العمل الدولي الرامي إلى حماية اللاجئين وحلّ مشاكلهم في كافة أنحاء العالم. وتكمن غاية المفوضية الأساسية في حماية حقوق ورفاه اللاجئين. كما تسعى المفوضية لضمان قدرة كل شخص على ممارسة حقه في التماس اللجوء والعثور على ملاذ آمن في دولة أخرى، مع إمكانية اختيار العودة الطوعية إلى الوطن أو الاندماج محلياً أو إعادة التوطين في بلد ثالث. كما أن للمفوضية ولاية من أجل مساعدة الأشخاص عديمي الجنسية.
والغاية الرئيسية للمفوضية تكمن في حماية حقوق اللاجئين ورفاههم، غير أن هدفها الأساسي يقضي بالمساعدة على إيجاد حلول دائمة من شأنها السماح للاجئين بإعادة بناء حياتهم بكرامة وسلام. وهناك ثلاثة حلول متاحة أمام اللاجئين حيث يمكن للمفوضية المساعدة على تحقيقها وهي: العودة الطوعية إلى الوطن؛ الاندماج المحلي؛ أو إعادة التوطين في بلد ثالث في الحالات التي يستحيل فيها على الشخص العودة إلى دياره أو البقاء في البلد المضيف. وتساعد المفوضية في كل عام على تحقيق أحد هذه الحلول الدائمة للاجئين في كافة أنحاء العالم، وعلى مدى أكثر من خمسة عقود، قامت المفوضية بتوفير المساعدة لعشرات الملايين من الأشخاص على بدء حياتهم من جديد، ويستمر موظفو المفوضية البالغ عددهم أكثر من 7,600 شخص والموزعين على 125 بلداً، يقدمون المساعدة لملايين الأشخاص.