دعا الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي العالم إلى أن يطرح بحزم ووضوح خيارا لا لبس فيه للتوصل إلى سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، مشيرا إلى أنه يجب أن يطلب العالم من تل أبيب الاختيار بين العقوبات أو إنهاء الاحتلال، وبين المستوطنات أو الدعم الدولي، والأراضي أو الأسلحة، ودولة ديمقراطية أو يهودية، والفصل العنصري، أو إنهاء الصهيونية.
وقال ليفي في مقال له بصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن الوقت الراهن هو الوقت المناسب للولايات المتحدة والمجتمع الدولي لاتخاذ قرار حول ما إذا كان يرغبون في استمرار دورة العنف التي لا نهاية لها بين إسرائيل والفلسطينيين، أو يضعون حدا لها؟
وتساءل عما إذا كانت أميركا ستواصل تسليح إسرائيل ثم تتحسر على الاستخدام المفرط لهذه الأسلحة، أو أنها مستعدة أخيرا لاتخاذ خطوات حقيقية، لأول مرة في تاريخها، لتغيير الواقع؟ وفوق كل شيء، هل تصبح أكثر هجمات إسرائيل قسوة على غزة أكثر عبثا من كل الهجمات؟ أو أن الفرصة التي جاءت في أعقابها لا ينبغي لها تفويتها، من أجل التغيير؟
لا جدوى من مناشدة إسرائيل
وأكد الكاتب أنه لا جدوى من مناشدة إسرائيل، مضيفا أن الحكومة الحالية، والحكومة التي من المحتمل أن تحل محلها، لا تملك ولن تمتلك أبدا النية ،أو الشجاعة، أو القدرة على إحداث التغيير.
وأوضح أن الحكومة المتوقع أن تخلف حكومة نتنياهو الحالية ربما تكون بقيادة بيني غانتس أو غادي أيزنكوت أو يائير لابيد، قائلا إنه لأمر عقيم بشكل مؤلم، إذ لا أحد من هؤلاء يؤمن بوجود دولة فلسطينية متساوية في وضعها السيادي وحقوقها تجاه إسرائيل.
وسخر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تحدث عن رفضه لما سمّاه “التحركات القسرية” على المحادثات الأميركية حول إقامة دولة فلسطينية، قائلا إنه هو الرجل الذي بذل كل ما في وسعه لإحباط المفاوضات، واستخدم القسر سياسة تجاه الفلسطينيين.
نتنياهو طالب باتفاقات شبيهة بدايتون
وأضاف أن نتنياهو طالب بحل “لا قسر فيه شبيه باتفاقات دايتون”. وردّ الكاتب بأن دايتون كان اتفاقا قسريا فُرض عن طريق الإكراه، وغير كامل تُوصّل إليه في البوسنة والهرسك ووضع حدا لواحدة من أقسى الحروب، وعلى عكس كل التوقعات، استمر لمدة 29 عاما.
واستمر ليفي يقول إن على العالم ألا يترك الفرصة تمر؛ لأنه هو الذي سيضطر إلى إعادة بناء أطلال قطاع غزة بأمواله، وهو الذي يقوّض الاحتلال الإسرائيلي استقراره.
يجب استغلال ضعف إسرائيل الحالي
وأشار إلى أن العالم يوافق على أن الاحتلال سيئ بالنسبة له، لكنه لم يرفع إصبعه أبدا لإنهائه، والآن، ظهرت فرصة للقيام بذلك “فيجب استغلال ضعف إسرائيل واعتمادها على غيرها بعد هذه الحرب، لصالح إسرائيل أيضا”.
وانتقد ليفي جولات المحادثات التي وصفها بغير المجدية التي أجراها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وتصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن التي وصفها بالشائكة، مؤكدا أن الاثنين لا يقودان إلى أي مكان، وطالب بايدن باتخاذ إجراء.
وأشاد بتصريحات مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، واصفا كلماته بالسهلة والحقيقية التي يمكن أن يتعلم منها الناس شيئا، ونقل ما قاله بوريل إلى بايدن من أنه إذا كان يعتقد أن كثيرا من الناس يُقتلون، “فيجب عليك توفير أسلحة أقل لإسرائيل”.