فضل ليلة النصف من شعبان ، ليلة النصف من شعبان هي الليلة السابقة لليلة الخامس عشر من شهر شعبان، بمعنى أن ليلة النصف من شعبان تبدأ مع غروب شمس يوم الرابع عشر من شهر شعبان، وتنتهي مع حلول فجر يوم الخامس عشر من شهر شعبان، كما يكتسب فضل ليلة النصف من شعبان منزلة خاصة في نفوس كافة المسلمين.
فضل ليلة النصف من شعبان كبير لما كان فيه من مناسبات وأحداث جليلة مثل تحويل قبلة المسلمين من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، والذي كان في العام الثاني من الهجرة النبوية، كما يبحث المسلمون فضل ليلة النصف من شعبان ، من أجل إحياء هذه ليلة النصف من شعبان بالطاعات من الصيام والصلاة والقيام وتلاوة القرآن وغير ذلك من الأعمال الصالحة التي تجازينا الخير والثواب وتضاعف لنا حسناتنا وتكفر لنا عن خطايانا وذنوبنا.
فضل ليلة النصف من شعبان
فضل ليلة النصف من شعبان، أكد النبي صلى الله عليه وسلم على فضل ليلة النصف من شعبان، وأيضا فضل صيام ليلة النصف من شعبان، لما تشمل فضل ليلة النصف من شعبان من رحمة وبركات ومغفرة وتكفير للذنوب، فنحن نستعد لشهر رمضان من خلال الإكثار من فعل الطاعات بكافة إشكالها في شهر شعبان، كما أخذناها من النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة، والتابعين، والسلف الصالح رضوان الله عليهم جميعًا.
نستغل فضل شهر شعبان في تدريب النفس وتجهيزيها وتهيئتها، وتزويدها بشحنة إيمانية وروحانية ومعنوية، تلك الشحنة تعينها على تحمل مشقة الصيام في شهر رمضان وكذلك تأدية كافة العبادات على أكمل وجه، وكذلك اجتنابًا من وقوع بعض المسلمين في الغفلة عن ذكر الله وعن الطاعة في شهر شعبان، لأن شهر شعبان ترفع فيه أعمال العباد إلى الله عز وجل.
كان يكثر النبي صلى الله عليه وسلم من الصيام في شهر شعبان، كما جاء عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها قالت: (ما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر قط إلّا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان)، فالصيام في شهر شعبان له ثواب كبير، وهو أيضا بمثابة تمرين للجسد على صيام شهر رمضان، فيدخل الفرد منا شهر رمضان وقد اعتاد جسده على مشقة وتعب الصيام، بل وأنه يقبل على صيام شهر رمضان بكل نشاط وهمة.
يقول الإمام بن القيم رحمه الله في فضل صيام شهر شعبان: (في صوم شهر شعبان أنه تعظيم لشهر رمضان، وهو الشهر الذي تُرفع به الأعمال إلى الله تعالى، لقوله عليه الصلاة والسلام: “ذلك شهر يغفل النّاس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى ربّ العالمين، فأُحبّ أن يُرفع عملي وأنا صائم”)، كما أن شهر شعبان أيضا هو شهر نكثر فيه من تلاوة القران، وذلك لقوم سلمة بن كهيل الخضرمي الكوفي التابعي أنه إذا جاء شهر شعبان ترى القوم يتفرغون لتلاوة القرآن، وتدبر معانيه، والعمل به.
شهر شعبان هو أحد مواسم الطاعات والأعمال الصالحة التي تقربنا من الله، فنجد العديد من العبادات التي يمكننا القيام بها في هذا الشهر، مثل الصدقات، النوافل مثل صلاة قيام الليل، والأذكار والتسبيح والاستغفار لأنها الباقيات الصالحات، كذلك الدعاء إلى الله بالخير وصلاح الحال، فقد كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يهجرون الدنيا ومشاغلها ويتفرغون لطاعة الله وفعل الخير الذي يقربهم من الله.
ليلة النصف من شعبان من أفضل الليالي، حيث تحتوي على الكثير من الفضائل والخيرات، جاء في السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا كانت ليلة النصف من شعبان، فقوموا ليلها وصوموا نهارها)، وعلى الرغم من أن الحديث ضعيف، إلا أنه يؤخذ به في الترغيب في الأعمال الصالحة، ولكن يجب التنويه على أن صيام الأيام الأخيرة من شهر شعبان مكروه، كما جاء في حديث أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين إلا من كان يصوم صوما فليصمه).
الأدعية والأذكار مستحبة في شهر شعبان
يبحث الكثير منا عن الأدعية والأذكار مستحبة في شهر شعبان وليلة النصف من شعبان، حتى ننال الأجر كاملًا، وهذه بعض الأدعية والأذكار مستحبة في شهر شعبان وليلة النصف من شعبان:
-اللهم في ليلة النصف من شعبان، لا تدع لناً ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا ضالاً إلا هديته، ولا غائباً إلا رددته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا أسيراً إلا فككته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا حاجةً لنا فيها صلاح ولك فيها رضى إلا قضيتها ويسرتها بفضلك، يا أكرم الأكرمين.
-اللهم في ليلة النصف من شعبان لا تدع لنا حُزناً في قُلوبنا إلا بدلتَه فرحا.
-اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا ضالا إلا هديته، ولا غائبا إلا رددته، ولا مظلوما إلا نصرته، ولا أسيرًا إلا فككته، ولا ميتا إلا رحمته، ولا حاجة لنا فيها صلاح ولك فيها رضا إلا قضيتها ويسرتها بفضلك يا أكرم الأكرمين.
-اللهم في ليلة النصف من شعبان أنت ربّي لا إله إلا أنت، خلقتن وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرّ ما صنعت، أبُوء بنعمتك عليّ، أبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
-اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تُبلّغنا بها جنتك، ومن اليقين ما تُهوّن به علينا مصائب الدُنيا.
-اللهم في ليلة النصف من شعبان لا تحرمنا أجر الصّيام، والقيام، وزيادة بيتك الحرام، فإنا في أمسّ الحاجة إليه.
-اللهم أحينا حياة السعداء وأمتنا ممات الشهداء، واحشرنا في زمرة الأنبياء والأصفياء إنك أنت الغفور الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آلة وأصحابه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
-اللهم في ليلة النصف من شعبان إنّا نسألك العلم النافع، والعمل الصّالح، والجزاء الوفير.
و الأذكار المستحبة في شهر شعبان اللهم صلي على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم، عدد معلوماتك ومداد كلماتك، كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون)، 100 مرة.
-(اللهم إنك حليم ذو أناة ولا طاقة لنا بعذابك فاعف عنا بحلمك يا الله)، 100 مرة.
-(اللهم أحيينا حياة السعداء وأمتنا ممات الشهداء، واحشرنا في زمرة الأنبياء والأصفياء إنك أنت الغفور الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين)، 100 مرة.
-تاج الذكر: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، 100 مرة.
-تاج التسبيح: (سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته)، 100 مرة.
-تاح التحصين: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم)، 100 مرة، وتاج الاستغفار: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمة علي، وأبوء بذنبي، فاغفر فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)، 100 مرة.