نقل موقع أكسيوس -عن مصدر مطلع ومسؤول إسرائيلي- أن من المتوقع أن يصل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز إلى باريس غدا الجمعة لإجراء محادثات مع مسؤولين قطريين ومصريين وإسرائيليين، بينما تحدث وزير إسرائيلي عن إمكانية حدوث تقدم في ما يتعلق بتبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال الموقع الإخباري الأميركي إن المحادثات الجديدة التي سيشارك فيها بيرنز ستدور حول الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لضمان إطلاق سراح الأسرى.
وكان مدير “سي آي إيه” شارك أواخر الشهر الماضي -إلى جانب رئيس الموساد (الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية) ديفيد برنيع- في محادثات جرت بباريس تلتها في وقت سابق من الشهر الجاري لقاءات في القاهرة بشأن اتفاق محتمل يفضي لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وقد أسفرت محادثات باريس عن وضع إطار لاتفاق محتمل، بيد أن النقاشات التي جرت بعد ذلك لم تسفر عن تقدم.
وفي حين تريد إسرائيل والولايات المتحدة اتفاقا مرحليا يشمل هدنة مؤقتة يتم خلالها الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، تشدد حماس على أن أي اتفاق يجب أن يفضي لوقف نهائي لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، والإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.
الهجوم على رفح
في غضون ذلك، نقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية -عن دبلوماسي مطلع- قوله إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يبدو مستعدا للتوصل إلى أي اتفاق في الوقت الحالي.
وقال المصدر إنه إذا شنت إسرائيل هجوما على رفح المكتظة بالنازحين (جنوب قطاع غزة) فعندها يمكن نسيان إمكانية إبرام صفقة بشأن المحتجزين.
ونقلت “سي إن إن” عن مصادر مطلعة أن كبار المسؤولين الأميركيين يعتقدون أنه لا توجد فرصة من أجل موافقة إسرائيل على وقف دائم لإطلاق النار دون إطلاق الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وأنه من خلال فترة توقف ولو كانت مؤقتة يمكن أن تستمر المناقشات التي من شأنها إنهاء الحرب نهاية المطاف.
وكان عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس قال مساء أمس إن هناك مؤشرات أولية تعزز احتمال التقدم في مسار المفاوضات وصولا لصفقة تبادل جديدة.
وأضاف غانتس أن إسرائيل لن تتوانى عن أي فرصة لإعادة أسراها المحتجزين في غزة.
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه التقى عائلات الأسرى، وناقش معهم الصعوبات التي يواجهها الجيش والجهود العملية والسياسية لإعادتهم.
وأضاف غالانت -في تغريدة على منصة إكس- أن استعادة المحتجزين هو الهدف الرئيسي الذي يضعه نصب عينيه في كل نقاش أو إقرار للخطط، وأن إسرائيل ستواصل زيادة الضغط العسكري بوصفه الطريقة الوحيدة لتحقيق أهدافها.
وقد عقد اللقاء وسط انتقادات واحتجاجات على تصريحات لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قال فيها إن استعادة الأسرى من غزة ليست الأهم بل الانتصار على حماس.
وقد خرج اليلة الماضية مئات المتظاهرين الإسرائيلين في مسيرة في تل أبيب لمطالبة الحكومة بتعجيل عودة الأسرى من قطاع غزة.
الأدوية للأسرى
على صعيد آخر، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول رفيع بالخارجية الفرنسية أن باريس حصلت على أدلة كافية تثبت وصول الأدوية إلى الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
وكان المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري قال الثلاثاء إن الدوحة تلقت تأكيدات من حماس بشأن استلام شحنة أدوية بناء على اتفاق بوساطة قطرية، وإن الحركة بدأت بتسليمها إلى المحتجزين في القطاع.
وأضاف الأنصاري أن قطر تلقت هذه التأكيدات باعتبارها وسيطا في الاتفاق الذي يشمل إدخال أدوية وشحنة مساعدات إنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة، لا سيما المناطق الأكثر تأثرا وتضررا، مقابل إيصال الأدوية التي يحتاج إليها المحتجزون في القطاع.
وقبل أيام، حذرت حماس من أن استمرار العدوان الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات يهددان حياة العديد من الأسرى الإسرائيليين المرضى أو المصابين، مؤكدة أنها تعمل كل ما في وسعها للحفاظ على حياتهم.
وتقدر إسرائيل عدد أسراها المتبقين في قطاع غزة بنحو 130 لكنها ترجح أن عددا منهم قتل.