كشفت معلومات من وزارة العدل الأميركية أن ألكسندر سميرنوف، المتهم بتلفيق معلومات خادعة ومضرة عن الرئيس جو بايدن ونجله، اعترف -خلال مقابلات أجراها معه مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) الآن بأنه التقى مؤخرا مع مسؤولي استخبارات أجانب.
وكان سميرنوف قد كشف لمكتب التحقيقات الفدرالي أن الرئيس وابنه هانتر طلبا رشوة بقيمة 10 ملايين دولار من شركة طاقة أوكرانية من أجل حمايتهما من تحقيق جنائي، وهو ما استخدمه الجمهوريون لبدء تحقيق لمساءلة بايدن، لكن تبين الآن أن سميرنوف هو من قام بتلفيق هذه الفضيحة.
وقد حذرت سلطات إنفاذ القانون الفدرالية من أن سميرنوف -المواطن الإسرائيلي والمخبر السابق لمكتب (إف بي آي) المتهم الآن بتلفيق مزاعم فساد ضد بايدن وابنه- بدأ ينشر أكاذيب جديدة تعرض الانتخابات الأميركية المقبلة للخطر، وهو ما انفضح إثر عقده اجتماعات مع مسؤولي مخابرات روس.
وحسب ما قدمه مكتب المدعي العام الرئيسي ديفيد فايس في قضية بايدن الابن، الذي طالب بالحبس الاحتياطي لسميرنوف، فإن هذا الأخير لديه اتصالات مع عدد من وكالات الاستخبارات الأجنبية وكان ينوي مغادرة الولايات المتحدة بعد يومين فقط من اعتقاله الأسبوع الماضي.
وبعد اعتقاله، كشف سميرنوف لسلطات إنفاذ القانون أن مسؤولين مرتبطين بالمخابرات الروسية كان لهم دور في نشر قصة عن هانتر بايدن.
وتشير وثائق المحكمة أيضا إلى أن سميرنوف اعترف بإجراء عدة تفاعلات مع مسؤول استخبارات روسي، مضيفة أن هذا الشخص هو ابن مسؤول سابق بالحكومة الروسية، ويتولى قيادة مجموعتين مكلفتين بتنفيذ اغتيالات في دولة أجنبية، ومندوب روسي إلى دولة أخرى، وشخص مرتبط بوكالة استخبارات روسية محددة.
وأشار ممثلو الادعاء إلى أن سفر سميرنوف المتوقع كان يهدف إلى إجراء محادثات غير رسمية مع مسؤولي المخابرات الروسية، من بين آخرين. ويحذرون من أن محاولاته لنشر معلومات مضللة عن الرئيس مستمرة.
ويؤكد ممثلو الادعاء أن سميرنوف “لا يقتصر في معلوماته المضللة على انتخابات 2020، إذ بعد لقاء له مع مسؤولي المخابرات الروسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، قدم أكاذيب جديدة كان الهدف منها هو الانتخابات الأميركية المقبلة”. ويضيفون أنه في ظل هذا الوضع، هناك خطر كبير من فراره للإفلات من المساءلة عن أفعاله التي يقول إن مردها هو بغضه لبايدن.
وفي إحدى المناسبات، أكد سميرنوف أن مسؤولي المخابرات الروسية، الذين يعملون من “ناد” داخل أحد الفنادق، اعترضوا مكالمات متعددة أجراها مسؤولون أميركيون بارزون. ويمكن أن تكون هذه المكالمات التي تم اعتراضها بمثابة “تسويات” محتملة للحكومة الروسية بانتخابات عام 2024، اعتمادا على المرشحين المختارين.
ويسرد الملف -الذي قدم بشأن هذه القضية الثلاثاء الماضي- أيضا العديد من الاجتماعات المزعومة الأخرى وتفاصيل لقاءات سميرنوف مع مسؤولي المخابرات الروسية. ويؤكد ممثلو الادعاء أن هذه الاجتماعات لم تكن بريئة على الإطلاق.
ووجهت هيئة محلفين كبرى لائحة اتهام إلى سميرنوف بتوجيه اتهامات كاذبة لعملاء مكتب التحقيقات الفدرالي في يونيو/حزيران 2020. وتدور الاتهامات حول تفاعلاته المزعومة مع مسؤول تنفيذي من شركة بوريسما للطاقة في أوكرانيا، حيث عمل هانتر كمحام قبل الانضمام إلى مجلس إدارتها.
وكان المخبر السابق أبلغ وكلاء مكتب التحقيقات أن المديرين التنفيذيين لشركة بورسيما اعترفوا بتعيين بايدن الابن بهدف حماية أنفسهم من مختلف القضايا التي تكون لها علاقة بوالده كنائب للرئيس آنذاك.
ونسج سميرنوف أكاذيب للعملاء، مشيرًا إلى أن كبار المسؤولين في شركة بوريسما أسرُّوا له بأن تعيين هانتر كان بمثابة درع ضد المشاكل، بفضل نفوذ والده.
وقد تم تسليط الضوء على هذه الادعاءات، حيث ظهرت في تأكيدات من قبل أعضاء الكونغرس الجمهوريين وسط تحقيق في عزل الرئيس.