23/2/2024–|آخر تحديث: 23/2/202404:47 م (بتوقيت مكة المكرمة)
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت إن غزة “مجرد خطوة” في مخطط حكومة بنيامين نتنياهو لـ”تطهير” الضفة الغربية المحتلة من الفلسطينيين وتفريغ المسجد الأقصى من المسلمين وضم الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل.
وفي مقال له في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، نشر اليوم الجمعة، وصف أولمرت حكومة نتنياهو بأنها عصابة.
وقال إن “الهدف الأسمى للثنائي اليميني المتطرف، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ليس احتلال قطاع غزة”.
وأضاف في مقاله “حتى الاستيطان في أنحاء القطاع المدمر ليس هو الهدف النهائي لمجموعة من المهلوسين الذين استولوا على السلطة في إسرائيل”.
واعتبر أن “غزة مجرد فصل تمهيدي، والمنصة التي تريد هذه العصابة أن تبنيها كأساس ستدور عليه المعركة الحقيقية التي يتطلعون إليها هي معركة الضفة الغربية وجبل الهيكل”، في إشارة للمسجد الأقصى.
وأشار إلى أن “الهدف النهائي لهذه العصابة هو تطهير الضفة الغربية من سكانها الفلسطينيين، وتطهير جبل الهيكل من المصلين المسلمين وضم الأراضي إلى إسرائيل”.
الكارثة.. حرب شاملة
وحذر أولمرت من أن الطريق لتحقيق هذا الهدف مملوء بالدماء. الدم الإسرائيلي في الدولة وفي الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل منذ 57 عاما، وكذلك الدم اليهودي في أماكن أخرى من العالم.
وقال “كذلك الكثير من الدماء الفلسطينية، بالطبع، في المناطق (الفلسطينية)، في القدس، وإذا لم يكن هناك بديل أيضا بين المواطنين العرب في إسرائيل”. وأضاف “لن يتحقق هذا الهدف دون صراع عنيف واسع النطاق أي الكارثة وهي حرب شاملة”.
وأشار أولمرت إلى أن “هذه العصابة نجحت في المرحلة الأولى قبل الضجة والحرب الشاملة التي يأملون على ما يبدو أن تندلع هنا”.
وفي إشارة إلى حكومة نتنياهو، قال “لقد سيطروا على حكومة إسرائيل وجعلوا من الرجل الذي يرأسها خادما لهم، واحتمال قيامهم بتفكيك الحكومة وطرد رئيس الوزراء من إدارة شؤون الدولة ليس بالأمر الغريب، إنها عملية تجري في هذه اللحظة بالذات، خطوة بخطوة”.
نصر لا يمكن تحقيقه
وبشأن الحرب على غزة، ذكر أولمرت أنه “من الواضح أننا بعيدون عن النصر الكامل، مثل هذا النصر غير ممكن وحتى لو استمر العمل العسكري لعدة أشهر أخرى، فإن الثمن الذي يدفعه لا يستحق رؤية النصر الذي لا توجد إمكانية لتحقيقه”.
وقال إن “استمرار العمل العسكري الآن سوف يجر إسرائيل إلى مدينة رفح وهذا ما يريدونه، مثل هذه الخطوة ستعرض اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر للخطر بشكل ملموس وفوري”.
وتتصاعد التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ عملية برية في محافظة رفح الحدودية مع مصر، رغم تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات كارثية محتملة.
انفجار بالضفة
وأضاف أولمرت أن بن غفير وسموتريتش يريدان أن تسهم ردود الفعل على قرار تقييد الصلاة في المسجد الأقصى في شهر رمضان، في تفجر الأوضاع في الضفة الغربية، كما يريدان الحرب على لبنان.
والأحد الماضي، وافق نتنياهو على توصية بن غفير، بتقييد وصول ودخول الفلسطينيين من القدس والداخل (أراضي 48) إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، والحد منه، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
وقال أولمرت إن رئيس الوزراء يدرك العواقب الحتمية الناجمة عن هذا الاستسلام التام “للعصابة المتطرفة” التي تسيطر على حكومته، إنه يرى ويفهم لكنه يتعاون.
وأضاف أنه “في نهاية المطاف، سيكون نتنياهو على استعداد للتخلي عن الرهائن (الأسرى الإسرائيليين في غزة) وتقويض اتفاقيات السلام مع مصر والأردن”.
وتابع أنه نتنياهو “سيكون أيضا على استعداد لتقويض العلاقات مع الولايات المتحدة إلى درجة حدوث أزمة واضحة مع الرئيس الأكثر التزاما بأمن إسرائيل على الإطلاق، جو بايدن”.
وحذر أولمرت من أن “نتنياهو يدرك أن استمرار هذه العملية المتهورة سيؤدي إلى عزلة إسرائيل في المجتمع الدولي بشكل لم تشهده من قبل”.
وتصاعدت في الفترة الأخيرة خلافات بين نتنياهو والرئيس الأميركي تتعلق بالحرب على غزة. وقال نتنياهو في 4 فبراير/شباط الجاري، بتصريحات صحفية، إن هناك خلافات مع الولايات المتحدة لكن حتى اليوم تمكنا من التغلب عليها بقرارات مدروسة، دون تفاصيل أكثر.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل الخاضعة لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، حربا مدمرة على غزة خلفت حتى أمس الخميس، 29 ألفا و410 شهداء و69 ألفا و465 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، بحسب السلطات الفلسطينية.