أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة عن قلقها المتزايد بشأن قدرة إيران على صنع أسلحة نووية، وذلك بسبب التصريحات العلنية في البلاد، حسبما أفاد تقرير سري اطلعت عليه وكالة فرانس برس الاثنين.
وتصاعدت التوترات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية مرارا وتكرارا منذ انهيار اتفاق عام 2015 للحد من برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات.
وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في التقرير إن “التصريحات العلنية التي صدرت في إيران بشأن قدراتها التقنية لإنتاج أسلحة نووية لا تؤدي إلا إلى زيادة مخاوف المدير العام بشأن صحة واكتمال إعلانات الضمانات الإيرانية”.
وفي الأعوام الأخيرة، خفضت إيران تدريجياً تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال إبطال مفعول أجهزة المراقبة اللازمة للبرنامج النووي ومنع المفتشين من بين تدابير أخرى.
وكرر غروسي دعوته لطهران إلى “التعاون الكامل وبشكل لا لبس فيه مع الوكالة”، حيث تتدهور العلاقات بين الطرفين بشكل مطرد.
وقال غروسي في تقرير ربع سنوي سري: “لا يمكن معالجة هذه المخاوف إلا من خلال المشاركة البناءة والهادفة”.
وقال مصدر دبلوماسي إنه بينما تنفي طهران سعيها لامتلاك أسلحة نووية، فقد أدلى بعض السياسيين والمسؤولين بتصريحات مثيرة للقلق حول القدرات التقنية للبلاد.
وفي الوقت نفسه، عززت إيران بشكل كبير برنامجها النووي ولديها الآن ما يكفي من المواد لصنع عدة قنابل ذرية.
وفي تقرير سري منفصل اطلعت عليه وكالة فرانس برس قبل اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل، قالت الوكالة إن مخزون إيران المقدر من اليورانيوم المخصب وصل إلى 27 ضعف الحد المنصوص عليه في اتفاق 2015.
وذكر التقرير أن إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب يقدر بنحو 5525.5 كيلوجرامًا حتى 10 فبراير، بزيادة 1038.7 كيلوجرامًا عن أكتوبر.
وتتطلب الأسلحة النووية يورانيوم مخصب بنسبة 90 بالمئة، في حين أن نسبة 3.67 بالمئة المنصوص عليها في الاتفاق كافية لمحطات الطاقة النووية.
ووفقا للتقرير، تمتلك إيران 712.2 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 20 بالمئة و121.5 كيلوغراما بنسبة تصل إلى 60 بالمئة.
إن الجهود التي توسط فيها الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق – إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق وإيران إلى الامتثال – لم تكن مثمرة حتى الآن.
كما ‘يأسف غروسي بشدة’ لأن إيران لم تتراجع بعد عن قرارها بحظر العديد من مفتشيها.
وسحبت إيران في سبتمبر/أيلول اعتماد عدد من المفتشين، وهي خطوة وصفتها طهران بأنها رد على ‘الانتهاكات السياسية’ التي ارتكبتها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا.
وأدانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذه الخطوة التي تستهدف 8 من كبار المفتشين، من بينهم مواطنان فرنسيان وألمان، بحسب مصدر دبلوماسي.
إن خطوة إيران ‘غير المسبوقة’ ‘أثرت بشكل مباشر وخطير’ على عمل هيئة الأمم المتحدة.
وفي مواجهة الانتقادات المتزايدة، أعلنت الحكومة الإيرانية الأسبوع الماضي أنها دعت غروسي للحضور إلى طهران في مايو/أيار لحضور مؤتمر دولي حول الطاقة.