تجمع المئات حول امرأة وضربها بسبب ملابسها، لم تكن عارية أو قصيرة ولكن بسبب كلمة مدونة عليها باللغة العربية، هذه الواقعة الصادمة والغريبة من نوعها حدثت في باكستان.
تعود هذه الواقعة لباكستان حيث تعرضت امرأة للاعتداء والضرب من قبل عدد كبير من المارة بسبب ارتدائها فستانًا مزيناً بكتابات عربية.
هجوم على سيدة وضربها بسبب عباءة
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، اجتمعوا حولها وبدأوا في ضربها اعتقادا منهم أن هذه الكتابات هي آيات من القرآن الكريم. وتمكنت الشرطة من إنقاذها بعد تجمع المئات حولها.
الفستان كان عليه كلمة “حلوى” مطبوعة بخطوط عربية، وتعني “جميل” باللغة العربية، لكن اعتقدوا أنها من القران وبالتالي يتم اتهامها بالتجديف في الدين، وتعتبر التجديف في الدين جريمة تعاقب عليها بالإعدام في باكستان.
انتشرت مقاطع فيديو للحادث على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تظهر السيدة الباكستانية خائفة، وتجلس في الزاوية البعيدة من المطعم وتحجب وجهها بيدها.
لكن أكد عدد من العلماء الدينيين بتأكيد أن النص على فستانها هو خط عربي وليس آيات من القرآن الكريم. ثم طلبت الشرطة من العلماء تسجيل فيديو يؤكد ما توصلوا إليه وأنها بريئة.
تطور قوانين التجديف في الدين في باكستان
تشهد قوانين التجديف في باكستان تطورًا على مر العقود. في عام 1927، أُصدر قانون خطاب الكراهية القسم 295(أ) بموجب ضغط من المجتمع المسلم، والذي يجعل إهانة مؤسسي أو قادة أي مجتمع ديني جريمة جنائية. بعد إنشاء باكستان في عام 1947، تم إدخال العديد من قوانين مكافحة التجديف في قانون العقوبات الباكستاني.
في الفترة من 1980 إلى 1986، قامت الحكومة العسكرية بتعديل قوانين التجديف لتشديدها وإضافة بنود جديدة بهدف “أسلمة” القوانين وإنكار الطابع الإسلامي للأقلية الأحمدية. وبين عامي 1987 و2017، تم اتهام أكثر من 1500 شخص بتهمة التجديف، وقُتل ما لا يقل عن 75 شخصًا متورطين في هذه الاتهامات.
في يناير 2023، وافقت الجمعية الوطنية الباكستانية على تشديد قوانين التجديف في البلاد، مما أثار قلق الأقليات. تخشى تلك المجتمعات أن تؤدي القوانين المعززة إلى انتهاكات حقوق الإنسان ومزيد من الاضطهاد للأقليات الدينية. يُعاقب التجديف في باكستان بالسجن وحتى الإعدام.
تجديف الأقليات المسلمة ليس مقتصرًا على الدين فقط، بل يتأثر بالشؤون الدولية. ففي جميع أنحاء العالم، تتعرض الأقليات المسلمة للاضطهاد.