يتوجه الناخبون في إيران -بعد غد الجمعة- إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء مجلس الشورى ومجلس خبراء القيادة، في اقتراع يتوقع أن يعزز حضور المحافظين في السلطة.
وسيكون المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي أول من يدلي بصوته عند الساعة الثامنة صباحا (4:30 بتوقيت غرينتش) في الانتخابات التي يحق لأكثر من 61 مليون إيراني المشاركة فيها، وستتم عبر نحو 59 ألف مركز اقتراع موزعة عبر مختلف المناطق في إيران.
واعتبر خامنئي أن المشاركة في الانتخابات واجبة على الجميع، ودعا “الشخصيات المؤثرة” إلى تشجيع المواطنين على التصويت، وقال “كلما شهدت الانتخابات اندفاعا، يتم ضمان القوة الوطنية والأمن الوطني”.
وتجري الانتخابات في ظل توتر يسود المنطقة جراء الحرب الإسرائيلية على غزة، كما تجري في ظل استياء متزايد في إيران إزاء غلاء المعيشة ونسبة تضخم تقارب 50%.
وسيتركز الاهتمام على نسب المشاركة، بعد أن شهدت الانتخابات التشريعية عام 2020 أدنى نسبة مشاركة منذ إعلان الجمهورية الإسلامية عام 1979، إذ لم يدل سوى 42.57% من الناخبين بأصواتهم خلال الاقتراع الذي جرى في بداية أزمة وباء كوفيد-19.
وينتخب الإيرانيون أعضاء مجلس الشورى الـ290 لمدّة 4 سنوات في اقتراع من دورة واحدة. كما يختارون أعضاء مجلس خبراء القيادة، وهي هيئة مؤلفة من 88 عضوا من رجال الدين ينتخبون لمدة 8 سنوات بالاقتراع العام المباشر، تقوم بدورها باختيار المرشد الأعلى الجديد وتشرف على عمله وتملك صلاحية إقالته.
وصادق مجلس صيانة الدستور على عدد قياسي من المرشحين بلغ 15 ألفا و200 مرشح للانتخابات التشريعية، ورفض في المقابل ترشيحات أكثر من 30 ألفا آخرين، بينهم شخصيات معروفة في طليعتها الرئيس السابق حسن روحاني (2013-2021) الذي أُبطل ترشيحه لمجلس الخبراء رغم أنه عضو فيه منذ 24 عاما.
وعبّر زعيم التيار الإصلاحي محمد خاتمي الرئيس السابق (1997-2005) عن خيبة أمله لكون إيران “بعيدة جدا عن انتخابات حرة وتنافسية”.
غير أن الرئيسين السابقين لم يوجها دعوات إلى مقاطعة الانتخابات، خلافا للمعارضين في الخارج الذين يعتبرون أي مشاركة بمثابة مساومة مع السلطة.
ومن المتوقع أن تؤكد هذه الانتخابات تراجع المعسكر الإصلاحي وتعزيز سيطرة المحافظين الذين يمسكون بكل السلطات منذ انتخاب إبراهيم رئيسي رئيسا في 2021.
وستكشف نتائج الانتخابات حجم كل من التيارات المختلفة في المعسكر المحافظ سواء في البرلمان أو في مجلس خبراء القيادة، في وقت يطرح فيه احتمال خلافة المرشد الأعلى الذي سيبلغ من العمر 85 عاما أبريل/نيسان المقبل.