سُمع دوي إطلاق نار متقطع من أسلحة رشاشة بعد ظهر اليوم الأربعاء في العاصمة التشادية نجامينا قرب مقر “الحزب الاشتراكي بلا حدود” المعارض بزعامة يايا ديلو.
وتحدّث مسؤول في “الحزب الاشتراكي بلا حدود” المعارض عن إطلاق نار من بنادق كلاشينكوف وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وسبب صوت إطلاق النار المتقطع هلعاً بين السكان في وسط مدينة نجامينا.
ويأتي إطلاق النار اليوم غداة هجوم وقع الليلة الماضية واستهدف مكاتب جهاز أمن الدولة الوطني في تشاد، وهو جهاز الاستخبارات الداخلية النافذ، مما أدى إلى سقوط “عدة قتلى”، حسبما أعلنت الحكومة التشادية في بيان لها، اتهمت فيه عناصر من “الحزب الاشتراكي بلا حدود” بالقيام به.
وبحسب البيان، فإن الهجوم وقع بعد توقيف عضو في الحزب الاشتراكي بلا حدود تتهمه الحكومة بـ “محاولة اغتيال رئيس المحكمة العليا في منتصف فبراير/ شباط”. وأكدت أن ذلك تلاه “هجوم متعمد لشركاء هذا الشخص بقيادة عناصر من الحزب المعارض، وعلى رأسهم زعيمه يايا ديلو” على مقر الاستخبارات.
وشددت الحكومة التشادية، في بيانها الذي أصدرته في وقت سابق اليوم الأربعاء، على أن “الوضع بات الآن تحت السيطرة الكاملة” وأنه “تم القبض على بعض منفذي الهجوم وجاري البحث عن البقية وسيحاكمون”.
وندد يايا ديلو المعارض الشرس للرئيس الانتقالي محمد إدريس ديبي، وهو نسيب له، بـ”مسرحية” فيما يتعلق بمزاعم محاولة اغتيال رئيس المحكمة العليا.
وأتى هجوم الليلة الماضية غداة الإعلان عن الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية في تشاد والتي ستجرى الدورة الأولى منها في 6 مايو/أيار المقبل، ما ينهي حكم المجلس العسكري الذي دام 3 سنوات عندما تولى محمد إدريس ديبي السلطة بعد مقتل والده.
ويؤكد كل من الرئيس ديبي ويايا ديلو عزمهما الترشح لخوض الانتخابات. وقالت الحكومة، في بيانها الأربعاء، إن “كل من يسعى إلى تعطيل العملية الديمقراطية الجارية في البلاد سيلاحق ويحال على القضاء”.
يذكر أن الجيش التشادي سبق وسمى محمد إدريس ديبي إتنو البالغ من العمر 37 عاما، في 20 أبريل/نيسان 2021 رئيسا للمرحلة الانتقالية، على رأس مجلس عسكري يضم 15 ضابطا كبيرا، بعد مقتل والده إدريس ديبي إتنو على خطوط الجبهة مع المتمردين. وتعهد ديبي الابن بإعادة السلطة إلى المدنيين من خلال تنظيم انتخابات بعد 18 شهرا، وهو استحقاق تم تأجيله لمدة عامين.
وتخشى قوى المعارضة استمرار “سلالة ديبي” في الحكم بالدولة الواقعة في وسط أفريقيا، وهي ثاني أقل الدول نموا في العالم وفقا للأمم المتحدة. وحكم إدريس ديبي إتنو الذي وصل إلى السلطة عبر انقلاب، البلاد بقبضة من حديد منذ 1990 حتى مقتله في 2021.